عاد سفير النفق المظلم المشهور بياسينو الله يعينو يعزف في صفحته على الفيس بوك على طبلة الفبركات وتزييف الوعي عن القضية الجنوبية والوحدة وحرب الانفصال والفترة الانتقالية الانتقامية التي شارك فيها حزبه مشاركة تامة في إدارة ج. ي. بكل مآسي تلك الفترة وفشلها واخفاقاتها وصراعاتها ويتحمل مسؤولية أساسية مع المؤتمر شريكه السابق، بل يتحمل حزبه المسؤولية الاكبر بحكم قيادتهم للسلطة التشريعية التي ترأسها ياسينو والسلطة التنفيذية والعسكرية مع قيادات حزبه. والذي حدث أن سفير النفق المظلم يزعم أنه شارك مؤخرا في ندوة عن القضية الجنوبية لم يتفضل فيذكر مكانها وزمنها وهوية القائمين عليها مع أنه أمر هام جدا حتى يعرف الرأي العام ما هي هذه الندوة التي شارك فيها سفير الجمهورية اليمنية وماهي أهدافها وخصوصا أن القضية الجنوبية (الاسم الكودي لقضية الحزب الاشتراكي بعد خسارته السلطة) قد أشبعت بحثا ودراسة وكذبا وتلفيقات وتزييفا وأصيبت فصائلها بالتشققات والانقسامات البينية وانتعشت بسببها أسوأ النعرات المناطقية والقبلية والممارسات الدموية ماركة الحزب الأصلية والتصارع على مكاسب الثروة والسلطة وتقديم الولاءات للقوى الخارجية الطامعة في اليمن والجنوب لا فرق بين إيران الشيعية الممول والمؤسس الأول لبعض فصائل الحراك الجنوبي المهيمنة اليوم في الجنوب ذات المنشأ الاشتراكي وبين دولة الإمارات المتخبطة في سياستها اليمنية على حساب المصلحة العليا للوطن اليمني. كما شهدت القضية الجنوبية خلال 14 سنة جملة من التحولات المخجلة في مواقف قادتها ورموزها فمنهم من صار شرعيا وتولى مناصب كبرى بجانب الرئيس هادي وأقسم اليمين الدستورية سفيرا ووزيرا ومحافظا وقائدا عسكريا كبيرا بأن يحترم الدستور ويحافظ على سلامة أراضي الجمهورية اليمنية ووحدة أراضيها ومنهم من صار ولاءه وحبه وقضيته الجنوبية الحقيقية هي رضا (مولاي وسيدي وتاج رأسي محمد بن زايد) ومنهم من صار حله وترحاله وسكنه وكلامه ونطقه وسكوته وأسلوب ممارساته للعبة الهوية الجنوبية مرهون برضا وبموافقة موظفي الإمارات الامر الذي يعطي صورة مفجعة عن تفاهة معظم هذه الفصائل ونوعية قياداتها المهترئة. إذا لا جديد في القضية الجنوبية إن لم يقل الجنوبيون أنها صارت كارثة على الجنوب قبل الشمال فقد ظهرت على حقيقتها أنها ركوب ثوري على معاناة الناس في الجنوب والشمال بوهم إعادة دولة وسلطان وتاريخ أسود لدولة الحزب الاشتراكي اليمني ولم ينجحوا واقعا إلا في إعادة انتاج أوسخ مراحل تاريخها من التفريط بما تبقى من سيادة البلاد الهشة وغض النظر عن سيطرة دولة أجنبية على جزر وموانيء البلاد وممارسة القمع وقتل الجنوبيين المعارضين لهم ونهب ممتلكات البلاد وممارسة الجباية باسوأ مما حدث ويحدث في الشمال ونشر الرعب والتخلف وإثارة النعرات القبلية والمناطقية بعد ان نجح جنود الحزب من بلاد الهضبة المهيمنة في الجنوب في الهيمنة على الساحة وتميكن أقاربهم وأبنائهم من السيطرة على مفاصل النهب والتملك وبدعم خارجي كبير وصل عند الحاجة إلى قصف قوات يمنية موالية للرئيس الجنوبي هادي لمنعها من الخطوة الأخيرة في تحرير الجنوبيين وعاصمتهم عدن من تتار الدولة الجنوبية الهالكة المتسترين بعباءة المجلس الانتقالي الذي يديره ويسيطر على قيادته عدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني. كل ذلك يتجاهله سفير النفق المظلم فلا يشير بكلمة إلى كل الخراب الذي تسببت مليشيات الحزب القبلية وعمليات القتل بما فيها منع رئيس الجمهورية هادي من العودة إلى عدن ومنع طائرته من النزول في مطارها وطرد رموز جنوبية مثل أحمد بن دغر وأحمد الميسري وغيرهم ليس لأنهم شماليون ولكن لأنهم جنوبيون يرفضون مشاريع مليشيات الحزب التدميرية في تحويل الجنوب إلى مستعمرة جديدة بسم القضية الجنوبية. منشورات سفير النفق المظلم جمعت في سطورها كل أكاذيب وتزويرات الأولين والأخرين مما اعتاد المواطنون على قراءاتها من زمن فشل المشروع الانفصالي الأول لكن الذي يحتاج لفهم هو دوافع سفير النفق المظلم لإثارة ذلك الماضي متجاهلا الممارسات الجديدة لابنه الشرعي المجلس الانتقالي الاشتراكي بقيادة قادة الحزب التي تجاوزت كل سلبياته وجرائمه القديمة بما هو أشد وأنكى واكثر إسفافا مع صمت سفير النفق المظلم عن كل تلك الجرائم صمتا لا يتناسب مع حرصه على الحديث عن كل حدث داخلي وخارجي إلا جرائم المجلس الانتقالي في الجنوب وكأنه ليس الجنوب الذي رفعوه كقميص عثمان منذ 1994 ومن قبل ذلك وهكذا يتجاهل سفير النفق المظلم حقيقة الوضع المنهار في الجنوب الواقع تحت سيطرة مليشيات الحزب الانتقالية والتدمير الشامل الذي تقوم به فيهرب إلى الماضي ليبكي على أطلاله وليصنع منه حكاية رومانسية عن الحزب الاشتراكي المسالم الوديع وداعة الحملان لعل الناس ينشغلون بالماضي عن جرائم مليشياته المخيفة. من قرأوا تلك المنشورات حاولوا مقارنة الصورة الوديعة والوجه الملائكي التي ظهر عليها ياسينو في مؤتمر الرياض تمهيدا للفوز بمنصب سفير الجمهورية اليمنية في بلاد صاحبة الجلالة مخالفة لموقف حزبه، وهاهو الآن بعد إقصاء هادي عاد من جديد مثل عنتر شايل سيفه يبحث عن طواحين يحاربها وهو ما كان يجرؤ على كتابة مثلها في ظل رئاسة هادي لأن هادي كان القائد العسكري الجنوبي مع آلاف غيره من الجنوبيين العسكريين والسياسيين الذين ساهموا في إفشال الانفصال الأول وحرروا الجنوب من هيمنة حزب بل جماعة قروية مسيطرة على الجنوب والحكم واليوم يصف ياسينو هادي بأنه كان ملحق ووجوده شكلي. منظر النفق المظلم يشكو أن قيادات الحزب الاشتراكي بعد هزيمة مشروع الانفصال توزعت على المنافي وصودرت ممتلكاتها ومساكنها ونسي ان هذا هو تاريخ الحزب من اول يوم في الاستقلال فقد توزع مئات الآلاف من أبناء الجنوب في المنافي وصودرت ممتلكاتهم ومنازلهم وفصلوا من وظائفهم في الجيش والأمن وجهاز الدولة لكن الفرق ان الحزب الاشتراكي ظل يعمل في البلاد وظل قادته الجدد في صنعاء وصحيفته تصدر كل أسبوع يمارسون المعارضة وياسينو نفسه عاد مثل كثيرين من القادة البارزين الذين عادوا إلى صنعاء وتولى أمانة الحزب وصار زعيما للمعارضة. فما الذي يريد سفير النفق المظلم أن يحققه بهذه الأكاذيب؟ هل يريد تقديم أوراق اعتماده لدى الكفيل الإماراتي لعل وعسى أن يكون البديل لعيدروس الزبيدي المغضوب عليه وأنه الأقدر على مهام المرحلة القادمة من جماعة الضليعة ويافع المتخلفين؟ هل يريد تخويف من وصل إلى علمه أنه يفكر بتغييره من لندن إلى التقاعد وأنه قادر على الإيذاء والشوشرة؟ هل هي رسالة غرام للرئيس الجديد بأنه جاهز لأي خدمة وإلا فإنه ما يزال قادر على القحص الإعلامي أو الجدم بلهجة إخواننا في الجنوب ولن ينسى أن رشاد من جماعة الرئيس السابق ورجال عفاش. أسئلة كثيرة سوف تجيب عنها الأيام القادمة وتكشف حقيقة إسطوانة الكذب المشروخة المشهورة بسم ياسين سعيد نعمان الذي وصل به الامر أن يستشهد بالأموات من المسؤولين الشماليين على أن الوضع الاقتصادي في الشمال غداة الوحدة كان أسوأ جدا من اقتصاد الجنوب وكفى بالاستشهاد بالموتى كذبا وتعاسة وتدهورا أخلاقيا فدولة الوحدة اعتمدت على أساسا على بترول مأرب وإيرادات الشمال وليس اقتصاد الحزب البائس المتخلف. (بعد كتابة هذه السطور سربت جهة ما أن قبائل الصبيحة ترشح ياسين سعيد نعمان لمنصب رئيس الحكومة خلفا لمعين عبدالملك باعتباره الأقدر والأفضل وإذا عرف المنصب بطل العجب من المقالات).