قمة الذل والخنوع والانبطاح وأنت ترى بعض من أبناء محافظتنا إب من مشائخ وشخصيات اجتماعية ومسؤولين وإعلاميين يتهافتون لاستقبال محمد علي الحوثي عند زيارته لإب ويسمعون له منصتين منتبهين مصفقين ويتسابقون لالتقاط الصور بجانبه. فهل لدى أولئك حياء وخجل وذرة من كرامة ونخوة ، وعلى أي أساس يتعاملوا بهذا الشكل المهين لأنفسهم ، هل لأنهم متشكرين وممتنين لما فعلته ميليشيات الحوثي بمحافظتهم من نهب وخراب ودمار واستبداد. كما أننا لسنا ندري على أي وجه يقوم ذلك الحوثي بزيارة إب ، فليس هناك مشاريع نفذتها ميليشياتهم في المحافظة التي ينهبون خيراتها ومواردها منذ بداية الحرب ولم يمنحوها من عوائدها مشروع واحد ، وكل المشاريع التي تتم في جانب الطرقات وغيرها هي عبارة عن مساهمة مجتمعية يتبرع فيها الأهالي من ذات أنفسهم ويجمعون مبالغ ويرصفون الطرقات وغيرها ثم تأتي قيادات الميليشيات لتشرف وتتجول وتزور وتفتتح تلك المشاريع وتظهر بالإعلام متبجحة ومصرحة وكأنها انجازات محسوبة للحوثي !!! قامت بعض منظمات بتنفيذ مشروع في مدينة إب كترميم الدائري ولكنها رصدت له مبلغ مليون ونصف دولار وهذا مبلغ كبير والعمل الذي تقوم به عبارة عن ترقيع لذلك الخط الاسفلتي وليس العمل المطلوب وهذا ما يدل على أن هناك منجزات شبه وهمية ومبالغ تتقاسمها القائمون على تلك المنظمات مع الحوثي تحت خديعة تلك المشاريع الترقيعية.
مشاريع الحوثي في إب هي الاذلال والاستبداد ونهب الأراضي والسلب والاختلاس والارهاب وتفجير المنازل وتشريد الناس وترويعهم والاختطافات والسجون السرية والتعذيب ومصادرة الضرائب وعائدات الأوقاف ، وما على شاكلة ذلك ، وصارت تلك المحافظة السياحية ساحة للبؤس والحزن والموت والخوف والرعب والدماء.
على العموم يجب أن يعرف محمد علي الحوثي أن أولئك الذين استقبلوه واحتفلوا به لا يمثلون إب ، فإب لديها رجال وشرفاء وأحرار ، ولن نترك محافظتنا الأبية ساحة لتظلوا فيها مهيمنين مستبدين ظالمين ، فتحرير إب قادم لا محالة اليوم أو غداً وعهدٌ علينا أن نخلصها منكم ومن أي تبعية لأمثالكم ، وان كنا عشنا بمحافظتنا في ظل وجودكم خائفين ملاحقين مختفين في الشعاب ومعذبين في السجون ثم غادرناها مشردين هاربين ، فو الذي نفسي بيده أننا لن نعود إليها إلا فاتحين محررين ونعيش فيها أكارم معززين .