قبل عام واحد فقط من اندلاع ثورة 26 سبتمبر المجيدة التي أعلنت قيام الجمهورية في اليمن وانتهاء عهد الإمامة المتخلف، التحق الفريق الركن، علي محسن صالح، بصفوف القوات المسلحة التي لم يكن يدر في خلده أن سيصبح أحد قلاعها الحصينة برحلة نضال استمرت لأكثر من 5 عقود ابتدأها جندياً واختتمها نائباً للقائد العام للقوات المسلحة ونائباً لرئيس الجمهورية.
كان الفريق الركن علي محسن وما يزال شعرة الميزان بين مختلف فئات المجتمع السياسية والثقافية والاجتماعية وقريب من الجميع وحضوره وازناً، لكنه كان يفضل البقاء خلف الأضواء ويعمل بصمت في الحفاظ على الثورة الخالدة ومكتسباتها فاستحق لقب "حامي الثورة".
ظل الجنرال حامي الثورة وقلعتها الحصينة منحازاً للشعب والجمهورية مترفعاً عن الثأر لذاته، أو الانحياز لمصالحه، متسامحاً تجاه كثير من الذين نالوا من شخصه، ملتزماً بالدستور والقوانين حامياً للمكتسبات الوطنية وللجمهورية والديمقراطية والمصالح العليا لليمن.
عندما ادلهم الخطب وبدأت الإمامة تطل برأسها كان الفارس المغوار فتقدم هو وأشاوس الفرقة الأولى مدرع حينذاك الصفوف وأخمدوا فتنتها الأولى التي أشعلتها من كهوف مران، وظلوا يقارعونها بعد أن عاودت الظهور مرة أخرى رغم الاتهامات الباطلة والزائفة التي كانت وما زالت تكال ضده، وحين كان سواد الإمامة وميليشياتها على مشارف صنعاء كانت يد الجنرال على الزناد ثابتاً في مترسه حتى انكشفت الخيانة خرج من صنعاء وعاد من جديد يستنهض كافة الرجال المخلصين من جميع مشاربهم وانتماءاتهم واسس بهم ومعهم الجيش الوطني والمقاومة الشعبية وتحت توجيهات قيادة الدولة وتصدى لمطامع الكهنوت بكل قوة وحزم وبدعم من التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية..
استمر الجنرال في خدمة وطنه حارساً أميناً للثورة والجمهورية وجندياً مخلصاً مسخراً كل جهده وطاقته في مقارعة ميليشيا الحوثي الارهابية الآتية من جحور الظلام حتى سلم الراية لاخوانه في مجلس القيادة الرئاسي بعد نضال اممتد لاكثر من خمسين عاماً..
كثيرة هي الاتهامات والادعاءات الباطلة التي قادتها أبواق مشبوهة لخدمة أجندات تدميرية، بحق شخصية بحجم الفريق الركن علي محسن صالح الذي آثر الصمت وغض الطرف عنها من أجل الوطن والجمهورية والثورة، لكن قول الحق بحق مناضل كبير تاريخه وكفاحه الطويل يشهد له به الجميع والعدو قبل الصديق.