اعلم علم اليقين إن الإضرابات أو الخطوات الاحتجاجية هي حق كفله القانون والنظام الأساسي في بلادنا وفي بلاد أخرى، وإنها ليست بالجديدة، سواء على صعيد المدارس أو في الجامعات اليمنية، وبغض النظر عن طبيعة وحجم المطالب التي أدت وتؤدي إلى الاحتجاجات، فإنها تتمحور في النهاية حول تحسين الظروف المعيشية للمعلمين و العاملين، أو بالأدق حول الأوضاع المالية للمعلمين أو للموظفين، وهذه المطالب تدور في نفس الإطار الذي دارت فيه نفس المطالب في فترات سابقة وبالتالي فإن نوعية المطالب أسبابها معروفة منذ سنوات، وليست وليدة هذه الفترة أو الشهور أو الأيام الحالية .
مُعلمينا أنتم الشجرة التي نستظل بظلها ونأكل من ثمرها فنزداد بها علما ونرفع بها مكانة، وأنتم الزهر الذي ينبت في قلوبنا فيرويها علماً بعد عطشاً وينبت في عقولنا حوار فكري, ويخجل القرطاس أن يخط تلك الكلمات التي لم أستطع أن أنثرها ولا أن أرتبها أو أنظمها احتراماً لقدركم معلمينا الغالين فكيف لها أن تصطف وتنتظم خشية منك فأنتم المعلمين و المهذبين وأنتم الأب والمؤدب أنتم المنارة التي تنير الطريق لنا لنعبر من خلالها بحر الظلمات, وتنير العقول بوقود العلم والمعرفة ولولاكم يا معلمينا ما كتبنا حرف واحد فأنتم حامي الحمى وحاملي الرسالة المقدسة وقد أقسمتم أن تعلمون الناس وأن تبلغوا الرسالة التعليمية حتى آخر قطرة دم فأبعدوا عنا الجهل والجهلاء أثابني واثابكم الله .
لا احد ينكر المطالب المحقة لكم أيها المعلمين ولكن نتمنى عليكم أن تسلكوا الطرق القانونية والحوار البناء الذي يفضي إلى نتائج دون الإضرار بمستقبل العملية التربوية والتعليمية والإضرار بمستقبل أبنائنا الطلبة إلا إذا كانت هناك مطالب أخرى من إضرابكم لم يفصح عنها, إذ نخشى عندها الدخول في نفق مظلم يقودنا إلى ما لا تحمد عقباه وننزلق في مزالق خطرة تهدد وحدة بنياننا الاجتماعي بحيث يبقى السؤال إضراب المعلمين .
عليكم أن تدركوا أيها المعلمين إن تعليم أبناؤنا خط أحمر لا يقبل أي مساومة أو حتى المساس به , فحضرموت شهدت مكاسب تربوية لا تحصى ولا تعد بالرغم من قسوة الطارئ الاستثنائي الذي نمر به , واستطاعت قيادة مكتب تربية ساحل حضرموت ممثلة بالوكيل الأستاذ جمال سالم عبدون المدير العام لمكتب وزارة التربية والتعليم بساحل حضرموت أن تحافظ على ديمومة المسيرة التربوية والتعليمية بحضرموت، وأبقت سفينة التعليم مُبحرة في محيطات المعرفة وبحور التميز والإبداع وبناء صروح المجد وإقامة هياكل النجاح, وارتقت هذه القيادة التربوية بالتعليم إلى مستوى رفيع يتسم بالابتكارية والاستثنائية والانجاز, لهذا فأنني أوجه نصيحة لكل ذي عقل رشيد بضرورة إبعاد السياسة وعدم إقحامها في العملية التعليمية والتربوية كونها المنبع الرئيسي للأجيال وفي بناء أسس تعليمية صحيحة خالية من الشوائب السياسية وما نراه من تسييس للعملية التعليمية فقد أضعف الهيكل التعليمي ودخول السياسة في العملية التعليمية خطر يداهم التعليم في حد ذاته .
أخيراً أٌقول ... إن تحقيق المطالب سواء من ناحية غلاء المعيشة، أو من ناحية تحقيق العلاوات الأخرى، أو من ناحية الراتب الأساسي لهو من المفترض أن يكون تحصيل حاصل ولا يستدعي المماطلة والعناد والتلكؤ وسرد الحجج والأسباب، وفي نفس الوقت، لم يكن ذلك يستدعي الإضراب والمناكفات والمشاحنات وخسارة مئات الآلاف من الحصص الدراسية، والاهم الخسارة المعنوية للعملية التعليمية والتربوية ولأطرافها في أعين الطلاب والطالبات .