هممت بالكتابة كلما شعرت بأن العالم سلسلة ذهبية أحتفظ بها كهدايا أمي وألعابي التي أشتراها لي أبي لكنها باتت ضيقة تشد الوثاق على عنقي فلم أكد أتنفس ولن أستطيع خلعها لأنها ستكون نهايتي للأبد
فكيف ياترى الخلاص ..
لا أدري لم كلما أمسك قلمي لأكتب لأعبر لأجهش بالكلمات أراها تغوص في أعماقي وترديني كقتيل صمت صاخب لا يتكلم ..ما هذا أتراني أهذي .. أم أنها بعض الكلمات رثت لحالي وأتت لتربت على كتفي وتقول لا بأس ما زلت صغيرة في قلب كبير تحكمه الذكريات .. قالتها وعانقتني كمودع بلا لقاء كمنفي يرى وطنه للمرة الأخيرة ورحلت ..مهلا أنتظري ..لا ترحلي أخبريني ما معنى ما قلتيه لم أفهم مهلا ..دون جدوى ومجددا يعانق قلمي ورقتي ويجهشان بالبكاء لأني لم يعد لدي ما أكتبه قد تركتني الكلمات ورحلت دون أن تقول شيئا فكيف أكتب .. أصمتا اشششش لا أريد سماع المزيد أجل قد ضقت ذرعا بكما لطالما كتبت وكتبت وكتبت ولم تدركا ماكنت أعني قد زرعت الورق زهرا من دموعي ونقشت الألم فنا بك أيها القلم ..لهذا صمتا ..
ماذا بعد ؟ ماذا تريد ؟! يكفيني أنك تنحت وجعي ولاتنساه . وتلك الورق الحمقاء لاتبلى مع الذكريات ولا تمحو ذاك الألم فكيف لي أن أكتب إذًا ..
أين ذهبتي تعالي أخبريني أين أنا ومن أكون! لماذا أكتب الآن بدونك ياكلمات وكيف ! أو تخبريني ما هذي الحروف المتناقضة كشظايا مرآيا مكسورة على أطراف قلبي تحبسني في حلقة موت خانقة كلما هرعت منها أموت وإذا خيمت داخلها كان ذاك سباتا أبديا بلا شروق ..
فماذا إذًا ؟!
لا شيء فقط أنصتي أجل هو ذاك الناي الذي يعزف على صمام الذكريات..
حدقي أترين الزهور والطيور إنها ترقص على أنغام ألمك ..
أتدركين ما معنى ذلك ؟! صخب الحياة مازال مستمرا رغم كل شيء؛ فجميل أنك لازلت تتنفسين ولو حتى وجعًا ..
الشمس يا صغيري لازالت تعاودنا العناق كل صباحٍ بدفءٍ وحب وتهمس في آذان المتعبين ..هأنذا أهون عليك حلكة ليلك وبؤس عينيك، لأباس يا صغيري أنت بخير
أجل لابأس أنا بخير.
* طالبة دراسات عليا كلية اللغات والترجمة - جامعة عدن