الذين لايظهرون للحديث عن الجيش الا في اوقات التشفي ، كان الاجدر بهم تفهم أن من الطبيعي جدا مايحدث في مارب من كر وفر ..
أي جيش قد يصاب بنكسات في غياب التخطيط و العقيدة العسكرية الموحدة لقياداته (يجب ملاحظة ان لدينا قيادات في الساحل و في مارب و في ابو ظبي ) ، وايضا توقف الامدادات او التحرك بتنسيق مشترك ، و هي اخطاء كارثية لايجب ان تدفع احدا للتشفي الا كاره أو عدو ، فالمفترض مساندة الجيش الذي يتكون فعلا من عشرات الألاف ، لكنهم بلا قيادة تمتلك كل قرارها ،جيش الجنوب الذي تدرب لعقود على يدي قيادات عسكرية من الاتحاد السوفييتي و ضباط الكي بي جي ، انهزم في اسبوعين امام ميليشيات لحزبي المؤتمر و الاصلاح .. الجيش الافغاني انهار في يومين رغم التدريب و الامكانات ، و السبب الرئيسي اعتقاد قيادات الجيش أنه لا انتصار الا بدعم أمريكي ..
على الذين يشمتون في الجيش ويحملونه مسؤلية بعض التراجع أن يفهموا ان هذا الجيش مر بمحاولات تدمير ممنهج رغم جهود كثير من قياداته لتحسين قدراته و ادائه .. كنت منذ الايام الاولى شاهدا على البطولات التي يقدمها أفراد الجيش من كل محافظات الجمهورية دون استثناء ..
لكن ينبغي أن يفهم الكل أنني كنت وغيري نشاهد مدنيين بذلوا مالم نبذله نحن كلنا الذين ننظر للحرب من خارجها ، غالبيتهم تركوا اسرهم و عاشوا في الجبال و الاودية و كانت و لاتزال مرتباتهم لاتتجاوز الخمسين و المئة دولار ليعيلوا بها اسرهم التي لايزال اغلبها يعيش في مناطق سيطرة ميليشيا ايران الحوثية ..
في بدايات الحرب شاهدت دعما مخلصا من الجانب السعودي ، صواريخ محمولة و عربات مدرعة و دعم نفسي و معنوي ، و ترجم ابطال الجيش ذلك نصرا متسارعا على الميليشيا ، كان الطيران يصاحب الجيش في غالبية معاركه و ان ارتكب حماقات و مكر احيانا ، لكنه كان نقطة قوة ..
لكن منذ العام ٢٠١٨ خلت كل الجبهات من مدرعات السعودية و سحبت المدافع التي كانت تسمى بجهنم ، و انصرف الطيران الى ترشيد عملياته او نقول تحديدها بأوقات وجداول كأنه جدول مدرسي .. هناك اشياء كثيرة غير غياب القيادات و انصراف الناس للتحيزات للمعارك الشخصية و تحول الاعلام للصراع البيني ، اشياء كثيرة من الطبيعي ان تؤثر على الجيش و اداءه و معنوياته ، لكنها لن تتسبب ابدا بهزيمته ، فغالبا من ضحى و قاتل و شاهد رفاقه يبذلون كل شيئ لن توقفه هزيمة ما او تراجع محدد ، بل ستعيده أقوى و اكثر نضجا و استيعابا لادوات الحرب الجديدة ..
المجد لابطال جيشنا الاحرار ، و المجد لابطال ورجال محافظة مارب ، و الخزي و العار للمتخاذلين و اصحاب العويل من بروج عالية