يحيى الثلايا

طارق صالح وفضائل بيت حميد الدين!

يحيى الثلايا
الجمعة ، ٠٨ اكتوبر ٢٠٢١ الساعة ٠٨:١٧ صباحاً

العميد طارق صالح ظهر مجددا من تهامة يتحدث فيها عن فضائل بيت حميد الدين ويمنيتهم في سياق حديث جماهيري عن الهوية اليمنية !!.

النوايا الايجابية التي تظهر أحيانا لدى طارق أو غير طارق تجاه الإمامة هي تعبير حقيقي عن تفكير وقناعات الوجوه التي تقدم نفسها كواجهات وطنية، بل تتهور احيانا لتتحدث إفكا عن (الهوية اليمنية).

لا تبرير او تفسير منطقي لهذا السخف غير ان البعض مهما حاول التمثيل او الفهلوة، لكنه لا يستطيع تجاوز رواسب العكفي الذي بداخله!.

بيت حميد الدين يا طارق منظومة سلالية ونظام سياسي كهتوتي ونظرية حكم لصوصية قامت لإسقاطها أعظم ثورة في التاريخ، والحديث المستفز عن ايجابياتهم هو اعتداء صريح واساءة مباشرة ووقحة على كل ثوار سبتمبر ودوس على دماء شهداء الحركة الوطنية الزكية.

العصابة الحوثية الني تزعم اليوم انك تستمد شرعيتك من مناهضتها ليست الا طبعة رديئة ونفايات متبخرة لنظام بيت حميد الدين ونسخة بائسة من نسخ الامامة الكهنوتية والسلالية الهاشمية الزيدية العنصرية التي ابتدأت مع الدجال الرسي.

اعتذرتم البارحة للحوثيين أنفسهم وتشاركتم معهم كل تقيصة ضد شعبنا المقهور، واليوم حين اردت التعبير عن وجعك منهم لم تجد وسيلة غير ان تمنح ال حميد الدين فضائلا تميزهم عنهم، بل وتحدثت عنهم كيمنيين وانت تتحدث عن الهوية اليمنية !!.

ماهو الامر الذي يجعلك تمنح آل حميد الدين هذه المزايا المستفزة ؟

نعم .. قتل الحوثيون عمك واعتقلوا اخاك وولدك، ندرك ذلك جيدا وقد آلمنا كما آلمكم، فعلوا ذلك بعد ان تحالفتم معهم تحالفا مشينا وقاتلتم شعبكم معهم بل واعتذرتم عن حروب الدولة ضدهم واعتبرها عمك - رحمه الله - مجرد مشاكل إدارية !!.

الحوثيون ذاتهم يا طارق قتلوا اعمامنا واخوتنا ويقبع اخوتنا في سجوتهم ايضا، فعلوا بنا أضعاف أضعاف ما فعلوه بكم، واشتركتم معهم ضدنا للاسف.

لكننا لم ولن يبلغ القبح بنا ان نمنح بيت حميد الدين صك البراءة ولا وسام الهوية اليمنية.

قتل الحوثيون شقيقي و12 بطلا من خيرة أقاربي وشباب أسرتي، والمئات من اصدقائي وعشرات الالاف من أبناء اليمن الاطهار. استشهد اولهم في حرب مران الاولى.

هل تتذكر زميلك او قائدك السابق الشهيد العميد أحمد مساعد مقولة يا طارق؟ يوم تشييعه شهيدا بطلا شيعنا بجواره واحدا من خيرة شباب أسرتنا واطهرهم وأصدقهم، ولم يكن شهيدنا ذاك هو الاول ولا الاخير.

وتعلم يقينا أن دماء عشرات الالاف من اليمنيين التي سالت وارواحهم التي ازهقتها الحوثية منذ 2004م لم تكن تدافع عن مصالح شخصية او ثروات وكنوز مهددة او تحلم بالوصول للحكم او استعادته، بل بذلوا ارواحهم دفاعا عن جمهوريتهم الحلم، لان نظام بيت حميد الدين الذي اسقطته الجمهورية كان بشعا ومحاولات الحوثي لاعادته مفزعة !.

دماء أحبتنا وفرساننا غالية جدا والقطرة من دم اخي الشهيد عمر لا تعادلها كنوز الدنيا، لكن دم وروح اخي الطاهرة ورفاقه ليست اغلى من ارواح شهداء 48 و55 و59 و61 وثورة سبتمبر وحروب صعدة الست وحروب اسقاط حجور والجوف وحاشد وعمران وصنعاء والرضمة والبيضاء ومارب وعدن وكل جولات الصراع مع الامامة.

هل تظن أن دم عمك او حادثة أسر ولدك أهم وأغلى من دم علي عبدالمغني وجمال جميل وعبدالوهاب نعمان واللقية والعلفي وأحمد الثلايا والحورش والمسمري ومئات الالاف الذين أبادتهم سيوف بيت حميد الدين؟!

هذه السقطات المتكررة تؤكد أن حربكم ومشكلتكم دوافعها شخصية ونرجسية لا تشبه مشكلة اليمنيين مع الإمامة.

معركتنا مع الامامة تحتاج وضوح طبيعتها وتعريفها بدقة لدى كل المنتسبين إليها وكل ابناء شعبنا.

شعبكم الذي عدتم إليه بعد تجربة مريرة، ورفاق سلاحكم الذين التحقتم بهم بعد سنوات حيث تيقنتم ان لا حياة ولا كرامة ليمني الا بالسير في مسيرتهم، هؤلاء كانوا أحق بالرسائل الايجابية والنوايا الطيبة وتقديم الاعتذارات والمراجعات لهم من بيت حميد الدين.

انا واحد من اليمنيين الذين يكررون في كل فرصة أهمية التصالح معكم وتوحيد الجهود في مواجهة الامامة وتناسي خصومات السياسة واوهام الشقاق التي زرعتها السلالة، وكنت ولا ازال اراهن على فجر بهي كفجر سبتمبر المجيدة يعيد اليمن وجمهوريتها لكل اليمنيين، وكل ذلك يحتاج للصفح والتجاوز عن اخطاء بعضنا تجاه بعض، لكن مثل هذه كارثة في الخطاب والتفكير لا يمكن السكوت عنها.