ابتلانا الله بجماعة إرهابية انقلابية منحرفة , انقلبت على شرعية الوطن بقوة السلاح , وأدخلت الوطن في حالة حرب التهمت الأخضر واليابس , قلبت الدين على هواها ووفق مصالحها ودنست الأخلاق والأعراف والعادات , والأدهى والأمر إنها تحاول أن تؤثر على أبنائنا حتى يشبوا عن الطوق وقد تشبعوا بدعواتها المنحرفة الفاجرة لهدم المجتمع من أساسه , وببعض الشعارات الكاذبة التي لا تسمن ولا تغني من جوع .
“الله أكبر ، الموت لأمريكا ، الموت لإسرائيل ، اللعنة على اليهود ، النصر للإسلام”… في 17 يناير 2002م ، سُمع هذا الشعار بقاعة إحدى مدارس مديرية مران في صعده للمرة الأولى من قبل حسين الحوثي ويتضمن عبارات حماسية تدعوا للانتقام من أمريكا وإسرائيل , وصار هذا الشعار إيقونة تملا كل الشوارع في مناطق سيطرتهم وحيث ما رحلوا وارتحلوا , كما يلاحظ المرء قيام الانقلابيين بلصق هذا الشعار على الأسلحة الآلية التي يحملونها على أكتافهم .
ويرى الكثير أن "الصرخة" مصدرها ألدولة الصفوية المجوسية إيران ، التي ترفع "الموت لأمريكا" شعاراً لثورتها ، لكن إيران شنت حروباً على العرب ، وتدخلت في شؤون المنطقة العربية ، ومنها اليمن ، مستغلة أتباعها "الحوثيين" ، ولم تبادر إلى مقاتلة أمريكا , ولقد أوصلت الصرخة المليشيات الحوثية الانقلابية إن ينقلبوا على شرعية الوطن وباعوه في أسواق النخاسة السياسية , دمِروه , مارسوا هوايتهم في القتل والتدمير والسلب والنهب , خلقوا حالة الانقسام المجتمعي , وفرضوا آراؤهم بقوة السلاح ومارسوا المنطق المليشاوي , والتحريض هنا وهناك , وافتعلوها حرباً دينية وطائفية مذهبية , وجعلوها جسراً إلى أهدافهم السياسية ليروا ظمأهم الإجرامي و ظمأ من يخدمون مصالحة .
وبالصرخة كذلك أجهضوا الأقلام ونزعوا فتيل الخطر من فوهتها , بالاعتقال والسجن أو الترويض أو الشراء , ومارسوا سياسة الويل والثبور وعظائم الأمور على كل من يفكر بالإساءة لهم ولانقلابهم المقدس , وكل من لا ينتمي لخندقهم الانقلابي وصومعة كاهنهم , صادروا حرية الشعب بأكمله , واغتالوا إرادة الأمة , وهددوا مستقبل الوطن , فلا يوجد في حياتهم الفسيحة غير المعتقلات والسجون والقتل بدم بارد .. وبالصرخة أيضا لبسوا أقنعة الزيف والكذب , تصيدوا حالة السخط الشعبي , لخداع الناس وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة , وتشويه الحقائق وتغييبها , استخدموا الحجج الواهية وباعوا الوهم آناء الليل وأطراف النهار حتى حققوا مآربهم السياسية الدنيوية الواهية .
أخيراً أقول .. منذ أن رفع حسين الحوثي الصرخة في يناير 2002 نجد إنها لم تطبق إلا على اليمنيين , فيما الموت الذي يعلنوه في صرختهم ويقصدون توجيهه لأمريكا وإسرائيل ، وجهوه لأبناء جلدتهم وسببوا لهم منذ أعوام القتل، وتدمير أحياء ومدن واقتصاد البلاد وسلب أمنها , وبالصرخة ضلت المليشيات الانقلابية الحوثية الإيرانية الطريق إلى الجادة , وساروا بخطى سريعة إلى الخديعة والفشل الذريع في كل شيء ، وتبدلت ببلاهة في عقولهم وأفئدتهم الأمور والوقائع ، وغيَّمت أمام أنظارهم الحقائق ، فساروا في ضبابية خداعة يفرضونها على الناس فرضًا بصلفٍ وتسطيحٍ عجيبٍ يدعو إلى الرثاء , والله من وراء القصد .
حفظ الله اليمن وشعبها وقيادتها من كل سوء وجعلها دوما بلد الأمن والأمان والاستقرار والازدهار .