وضعت المملكة العربية السعودية مليشيات الحوثي أمام خيار السلام بشكل واضح ودعم مصالح الشعب اليمني لعودة الأمن والاستقرار من خلال المبادرة السعودية للحل السياسي، والتي تشمل وقف إطلاق النار على مستوى البلاد تحت إشراف الأمم المتحدة، وإعادة فتح الخطوط الجوية والبحرية، عوضاً عن الرضوخ للمشروع الإيراني الإرهابي في المنطقة الذي دمر اليمن وحوّله إلى بؤرة إرهابية.
وأضحت المبادرة السعودية للسلام في اليمن، التي لقيت ترحيباً عربياً ودولياً كبيراً، خارطة طريق تعيد اليمن إلى سابق عهده، وتضع المليشيا الحوثية الانقلابية والنظام الإيراني أمام مواجهة حقيقية مع الشعب اليمني، والمجتمع الدولي خصوصاً وأن الأزمة اليمنية تدخل عامها السابع والمملكة لم تكن ترغب في الدخول في الحرب ضد الحوثي بل اضطرت إلى ذلك بعد طلب الشرعية اليمنية وحفاظاً على أمنها واستقرارها وسيادتها، وتقدمت المملكة بمبادرة لوقف شامل لإطلاق النار وإعادة فتح مطار صنعاء واستئناف المباحثات السياسية في إطار مسؤولياتها التاريخية تجاه الشعب اليمني..
لماذا جاءت المبادرة السعودية في هذا التوقيت بالذات؟ وهل توجد بالفعل نية لدى النظام الإيراني لوضع حد للحرب التي أشعلت نيرانها في اليمن؟ مبادرة المملكة لإنهاء الأزمة تتوافق مع جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحده ودعوة الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي لإنهاء الأزمة وستتم برعاية الأمم المتحدة، وقد وضعت الرياض كل أجزاء ومفاصل القضية في مكانها الصحيح وفي الزمان الصحيح، وأنهت المملكة حالة الخلط وقلب الحقائق التي أحاطت بحرب الضرورة ودعم الشرعية في اليمن، وفي الوقت ذاته وضعت جميع الأطراف المعنية بالأزمة إقليمياً ودولياً أمام مسؤولياتها، فطريق الحل واضح عبر مبادرة سعودية متكاملة الأطراف والعناصر السياسية والأبعاد الإنسانية، وعلى نظام قم عدم الدفع بالشعب اليمني إلى التهلكة وتحكيم العقل ووقف نزيف الدم ومعالجة الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة للشعب اليمني.
ها هي المملكة تقدم مبادرتها من منطلق الحرص المتواصل على سلامة اليمن وشعبه ومؤكدة على استمرارها في تقديم كل ما هو ممكن للوصول إلى هذه الغاية، ولذا يجب على الحوثي عدم تفويت الفرصة وإعادة النظر في حالة التبعية واختطاف القرار من قبل النظام الإيراني، وفض الارتباط المدمر مع مشروع الملالي لاختراق المنطقة، وزرع الفتن والقلاقل بين مكوناتها والعودة كمكون سياسي والانخراط في الحوار السياسي وفق المبادرة السعودية التي نقلت كرة السلام في اليمن لملعب الحوثي عبر مبادرتها الشجاعة لإنهاء الأزمة اليمنية والتوصل لحل سياسي شامل، وكون هذه المبادرة تعد فرصة جديدة يجب استثمارها من الحوثيين ليكونوا شركاء في تحقيق السلام الذي ينشده أبناء الشعب اليمني ويدعمه المجتمع الدولي والقوى الإقليمية.
وليس هناك رأيان أن نجاح مبادرة المملكة يتطلب من الحوثيين الوفاء بالتزاماتهم، التي تشمل وقف إطلاق النار، وإيداع الضرائب والإيرادات الجمركية في الحساب المشترك بالبنك المركزي اليمني، وبدء المشاورات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية برعاية الأمم المتحدة خصوصاً أن المبادرة جسدت اهتمام والتزام المملكة بأهمية إنهاء الأزمة والتي عمّقت جراح اليمنيين نتيجة الانقلاب، وأن الوقت قد حان لتوحيد الصف اليمني والوصول إلى حل سياسي شامل ومستدام.
وتضمنت المبادرة حلولاً جذرية لمسائل عالقة لطالما أعاقت إجراءات بناء الثقة والانخراط بحوار يمني - يمني، ثم قبول المبادرة بهذه المرحلة الحرجة مسؤولية الأطراف اليمنية أمام الشعب اليمني، تتطلب تقديم التنازلات، لقد تعاملت المملكة مع انتهاكات المليشيا الحوثية في استهداف المدنيين والأعيان المدنية بحكمة، ولديها القدرة للتصدي لهذه التهديدات وحماية المدنيين ومنشآتها الاقتصادية، لذا إذا رغب المجتمع الدولي في عودة السلام في المنطقة فعليهم إزاحة الطاغية خامنئي عقب ذلك تنفرج الأزمات ويحل السلام.. وتتنهي الحروب الطائفية..
وكان الرئيس اليمني السابق الراحل علي عبدالله صالح عادة ما يفاخر بأن حكم اليمن أشبه بالرقص على رؤوس الأفاعي.. إلا أن خامنئي.. رقص وتراقص على رؤوس الفتنة.. الملالي.. عقبة كؤود.. يجب أن تزال من المشهد
*نقلا عن عكاظ