حضرت مجلس عزاء الشيخ ربيش في مقر الجالية اليمنية بإسطنبول.. دار حديث بين الحاضرين حول خطورة الوضع الذي تمر به البلاد.. وحالة النزيف الذي تعانيه البلاد بفقدان رجالاتها.. سواء القبلية أو العسكرية وحتى السياسية.. للأسف الناس يحومون حول الحلول الخطأ.. ما تحتاجه اليمن الآن حلا ثوريا.. بمعنى حل صادم ومغاير لكل ما يدور.. فكرة التكتلات البعيدة عن أرض المعركة مهما كانت النوايا وراءها صافية.. إلا أنها لن تحدث تأثيرا يذكر على المشهد القاتم.. المطلوب حالة تكتل داخلية.. تستند إلى الملايين المتذمرة من كل هذا الغثاء.. لا بد من قيادة تمثل قناعات الناس.. الناس الذين وصلوا مرحلة اليأس من احتمال أن تضطلع القيادة الحالية (السياسية والحزبية والعسكرية).. بأي دور محوري لتغيير دفة الصراع نحو الهدف الجوهري؛ هدف إستعادة الدولة وإسقاط الانقلاب.. غرقنا في التفريعات البعيدة كل البعد عن متطلبات المرحلة.. لا بد من فعل مقاوم يستند إلى القاعدة الشعبية الرافضة للوصاية الخارجية والعجز والفشل الداخلي.. يجب أن يبرز فعل مقاوم يدرك خطورة المرحلة.. ويرفض كل الأطروحات القائمة. فعل يتمرد على كل قوالب الخنوع والخضوع السياسية والعسكرية.. مهما كانت التكلفة. يمن المقاومة.. حققت مكاسب أضعاف ما تحقق منذ تولي يمن الشرعية المرتهنة لدفة الصراع مع الحوثي.. مأرب دحرت الحوثي بامكانات أقل مما هو متوفر اليوم.. وكذلك تعز.. فقط لأن القيادة كانت تنطلق من قناعاتها ومبادئها وقيمها الوطنية والنضالية، وتعبر عن رفض الناس للعودة إلى ما قبل زمن الدولة.. أما الحديث عن تكتلات وطنية تبعد آلاف الأميال عن الأرض وعن الواقع ومتطلباته.. لن تكون سوى سببا إضافيا لليأس والانكسار..