لا يزال السلام في اليمن حلماً مؤجلاً في غياب إرادة حقيقية من قبل الحوثيين لتحقيقه، فيما تؤكد المعطيات وجود وهم بحصول تقدم في عملية وقف إطلاق النار رغم الجولات المكوكية التي يقوم بها المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيت، فلا جائحة كورونا، ولا المجاعة، ولا الكوليرا هزت ضمير الميليشيا للانخراط في السلام الحقيقي على اعتبار أن المشهد الراهن يدار من إيران.
إذا لم یجد الحوثیون موقفاً إقلیمیاً حازماً فإنھم سیتمادون في انتهاكاتهم غیر مكترثین لحجم الأزمة الصحية والإنسانیة التي يعيشها اليمن، حيث ترى الانقلابيين يتعمدون المماطلة والتعنت، غير مبالين بالكارثة التي يعيشها اليمنيون، ويحاولون استغلال التراخي الأممي للمناورة وترتيب صفوفهم المنهزمة والمنكسرة.
لقد أفشلت ميليشيا إيران كل المبادرات الإقليمية والدولية من أجل الوصول إلى حل سلمي يعيد الأمن والاستقرار لليمن، ورفضت تنكيس فوهات المدافع والدبابات والمدرعات، بما يحقق سلاماً دائماً ينعم به كل أبناء اليمن، وأثبتت للمجتمع الدولي عدم جديتها في الوصول إلى حل سياسي، ما يؤكد مدى الإفلاس الأخلاقي لدى الميليشيا التي تستبيح حياة الإنسان الذي كرمه الله.
ولا شك أن العودة إلى العملية السياسية ستكون في مصلحة الجميع، لا سيما في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني عبر البلاد. وليس من مخرج للكارثة التي يعيش فيها اليمن غير الاحتكام للسلام، والتصالح والتعايش وإعادة مسار بوصلة السلام المتوقف لمسارها الصحيح، لتغدو عملية صناعة وبناء السلام أكثر فعالية ومردودية باتجاه تكثيف الجهود والمساعي لمجابهة التحديات في المجال الإنساني والإغاثة بالتقيد بالمرجعيات الدولية.
*نقلاً عن البيان