غرد القيادي في جماعة الحوثي محمد البخيتي على صفحته الرسمية في تويتر حيث قال :
لسنا بحاجة لأن نقول في الحياة الآخرة (ربنا أرنا اللذين أضلانا من الجن والإنس نجعلهما تحت أقدامنا ليكونا من الأسفلين) لأننا نقول في هذه الحياة الدنيا: قرار مجلس الأمن وما يسمى بالمجتمع الدولي وكل طواغيت العالم تحت أقدامنا ولن نركع إلا لله سبحانه وتعالى.
كما أنه قال بمعنى قوله هذا في تصريح له مع قناة الجزيرة.
التعليق : لا يزال الحوثيون يمارسون سياسة رفع الشعارات الجوفاء التي يلبسونها لباس الدين وذلك حتى يتسنى لهم خداع الأتباع والحشد للجبهات والتغرير بالشباب المتحمس والناقم على الغرب وأفكاره ، خاصة في ظل البطالة وتردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية لأهل اليمن جراء الحرب العبثية التي دخلت عامها الخامس. لو كان محمد البخيتي وجماعته صادقين في ما يقولون ويدّعون بأنهم يجعلون قرارات مجلس الأمن تحت أقدامهم لما تحاكموا إلى الأمم المتحدة الطاغوتية ، وعوضاً عن ذلك لنادوا بالإحتكام إلى شرع الله سبحانه وتعالى وأقاموا الحجة على خصومهم بجعل الإسلام هو الحكم ، لكنهم لا يعطون الإسلام سيادةً على أفعالهم وتصرفاتهم بل يستخدمون الإسلام لخداع العامة من أهل اليمن. ألم يعلم محمد البخيتي وجماعته بأن الله سبحانه وتعالى يقول : ( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (65)
وقبلها في السورة نفسها يقول سبحانه وتعالى (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا (60)
فهل يرضى الله سبحانه من المؤمنين التحاكم إلى الكفار ومؤسساتهم وقوانينهم يا محمد البخيتي؟! وماذا عساك تقول أمام الله سبحانه وتعالى وقد تركت تحكيم الإسلام أنت وجماعتك وحكمتم بالدساتير والقوانين الوضعية والأنظمة الجمهورية المستوردة من ثقافة أعداء الله الكفار ؟!
ثم أين هي المسيرة القرآنية التي تتشدقون بها إن كنتم ترون أن هذه الأنظمة والدساتير الوضعية التي تطبقونها هي من صلب مسيرتكم القرآنية؟! ثم ما الجديد الذي أتت به مسيرتكم المزعومة أنها من وحي القرآن؟!
لقد أفلستم في الجانب الفكري أيما إفلاس وتصرفتم تصرف المنهزمين حين قلدتم إيران وجمهوريتها التي تزعم أنها إسلامية ذلك النظام الجمهوري الذي استقاه الخميني من فرنسا الكافرة أثناء إقامته فيها في السبعينات، ولم تأت ثورتكم المزعومة بشيء جديد بل كانت تقليداً لإيران حتى في شعاراتها، وأصبح ما يهمهكم هو الوصول إلى الكرسي فقط وتغيير أشخاص لا تغيير النظام.
لقد أكثر سيدكم أيها الحوثيون من ترديد آيات قرانية وشعارات رنانة ومحاضرات رمضانية بأن الإسلام منهاج حياة، وعندما نرى الأنظمة التي تطبقونها والدساتير التي تحكمون بها نراها دساتير علمانية وضعية طبقها النظام السابق وحكم بها مما يعني ان مسيرتكم التي تزعمون أنها قرآنية خاوية من أي منهج ومن أي تصور واضح ومعالجات جادة في الحكم والإقتصاد والسياسة الخارجية والنظام الإجتماعي وسياسة التعليم وغيرها من أنظمة الحياة في جميع جوانبها المختلفة.
فبالله كفى خداعاً وتضليلاً واستغلالاً لمشاعر أهل اليمن، وعودوا إلى رشدكم وإلى منهاج الإسلام الصافي الذي انبثق من عقيدته منهاج للحياة بشتى مجالاتها. إن أول عروة فصمت من الإسلام هي عروة الحكم حيث كان الحكم بعد عصر النبوة خلافة راشدة على منهاج النبوة، ثم صار ملكاً عاضاً وراثياً ،ثم أصبح حكماً جبرياً في عهدنا اليوم، ولا بد من إعادة الإسلام إلى واقع الحياة بجميع جوانبها فيعود نظام الحكم في الإسلام وهو نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة إلى واقع الحياة عمليا ،وهذا ما ندعوكم وندعوا أهلنا في اليمن والمسلمين عامة إليه، وبدونه فلن يصلح عملكم ولن تفلح شعاراتكم وستذهب تضحياتكم سدى ، ذلك لأنها من أجل أنظمة وقوانين وضعية ومصالح آنيةٍ نفعية.
لقد وقعتم فيما وقع فيه الظلمة فعن أي عدل تتحدثون ، تذمون التوريث في عصر بني أمية -وهو محرّم في الإسلام - ثم تشرعنونه في جماعتكم وسلالتكم، وتذمون التّغلب واخذ الحكم بالقوة وهو محرم كذلك في الإسلام في حين أنكم والغون فيه حتى الثمالة، فمتى ترعوون يا هؤلاء؟!
ثم الأشد والأنكى أنكم تزعمون وصلاً بآل بيت رسول الله في منهجكم مع أن منهجكم ونظام كحمكم وقوانينكم لا يقر الإسلام أساسها وما انبثقت منه، لأن نظام حكمكم وقوانينكم إنما انبثقت من فكرة فصل الدين عن الحياة حتى وإن وافقت الإسلام في بعض تفاصيله، فبالله ما قيمة الوصل بآل بيت رسول الله الذي تزعمون به اتصالاً من حيث النسب إن كان منهجكم ونظام حكمكم من الكفر اقترب؟!! وفي الأخير أيها الحوثيون اتقوا الله واتركوا مناصرتكم لروسيا ومولاتها ضد المسلمين الأبرياء في سوريا ولا تصنفوا الكفار حسب رغبتكم وتنزلوا آيات الولاء والبراء والنفاق والكفر على غيركم حسب هواكم في حين أنكم قد وقعتم فيما تعيبونه على خصومكم .