تجاوزت الإصابات بـ فيروس كورونا حاجز الثلاثة مليون عالميا..
ونحن في اليمن إذا أعلن عن حالة واحدة في أي محافظة تجد من يشكك فيها، وكأنها جريمة وعار..!!
وفي تعز بالذات تجد من يجند نفسه لنفي الحالة بكل قوة، مشككا في الإجراءات المتخذة..!!
ربما أراد البعض هدفا سياسيا من وراء ذلك، ومع أن هذا الأمر غير محمود ويندرج في إطار المناكفات القاتلة للجميع..
إلا أن المشكلة الكبرى، التي تتمحور حولها هذه العملية، هو غياب الوعي الصحي والمجتمعي، لتغدو الإصابة "عيبا" كـ"عار إجتماعي"- كما هو حال الإصابة بـ"الإيدز"- مثلا. مع أن هذا حتى لا يجب التعامل معه كعيب أو عار إجتماعي، فبعض المصابين بالإيدز لا علاقة لهم بالعلاقات الجنسية، فطرق الأصابة بالمرض كثيرة، بينها نقل الدم...(هذا مجرد مثل يعرفه الجميع)
يا أخوة الإصابة بـ"كورونا" ليست جريمة، حتى نستنفر للدفاع عن المصابين- أو حتى المشتبه إصابتهم- على ذلك النحو المجبول على الخوف والتجريم..!!
الملايين في العالم اصيبوا بالمرض، ولم يحدث أن تم تجريمهم، بل الطبيعي أن تتم معالجتهم، والعلاج هو الأمر الطبيعي، بينما حالات الوفاة هي الاستثناء، فهي قليلة جدا مقارنة بحجم الإصابات (لا تتجاوز حالات الوفاة 10 في المئة تقريبا من الاصابات)..
وبدلا من أن نتضامن مع المصابين من خلال العمل على تطمينهم وإقناعهم بالخضوع للعلاج ليتشافوا، نقوم بتجنيد أنفسنا من أجل التماهي مع المرض، بنفيه كليا، ما يزيد من خطورته أكثر على المحيط..!!
نفي الكورونا ليس علاجا، بل مرضا خفيا يجد حظوظه من الإنتشار والتفشي في بلادنا تحت ذرائع سياسية أو إجتماعية..
ما يجب علينا هو أن نزيد من عملية الحرص أكثر على إجبار الحكومة والجهات المسؤولة التزام إجراءات احترزاية أشد، بما في ذلك الحجر الطبي بشكل أكبر. وليس العكس بالتشكيك في إجراءاتها حتى تتماهى هي الأخرى مع الوباء..!!
وهذا يتطلب منا، التعامل حتى مع حالات الإشتباه الدنيا (أي ظهور أية أعراض من أعراض الكورونا) كإصابات محتملة، بهدف إخضاعها لمزيد من الإجراءات الطبية الإحترازية..
البطولة هنا، ليس أن نثبت بكل قوتنا، أن الحكومة مخطئة في ملاحقة المصابين/ أو المشتبه إصابتهم بالمرض، بل البطولة أن ندعمها ونؤيدها فيما تقوم به، ولو أدى ذلك إلى وقوعها في اخطاء.
ولأن تقع حكومتنا في الخطأ وهي تقوم بتنفيذ الإجراءات الاحترازية، القاسية، خيرا من أن تقع في خطأ الإهمال والتغاضي والتماهي مع الجائحة..
فقط عليكم أن تؤمنوا أولا أن:
كورونا ليست جريمة بل جائحة مرضية