بعد إعلان منظمة الصحة العالمية بأنفيروس كورونا أصبح وباء عالمياً بات الحديث اليوم عن أهمية وضرورة الحجر المنزلي ضرورة ملحة وخصوصاً في حال الإشتباه بعوارض الإصابة بالفيروس أو العودة من مكان أو بلد سجل العديد من الإصابات وأيضاً للوقاية من الإصابة وذلك للحد من انتشار الفيروس .
فالحجر الصحي يكون لأشخاص أصحاء، ولكن يوجد إحتمالية مخالطتهم لمصابين بشكل أو بآخر، فبالتالي من المتوقع أن يكونوا هم أيضا مصابين، فنقيّد حركتهم لفترة للتحقق من إصابتهم ومنع الانتشاروفي حال ثبتت إصابتهم، نكون اكتشفنا ذلك بوقت مبكر وبالتالي نحد من انتشار الفيروس ونقل العدوى للأخرين.
هناك الكثير منا لم يدرك إلا مؤخراً خطورة ما يقومون به على صعيد عائلة و مجتمع ووطن وهذا ما يتطلب منا جميعاً مشاركة مؤسسات الدولة بإجرائتها الوقائية والتي تقوم بها وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة والضرورة القصوى إلى أن نصل لبر الأمان من أزمة إن لم نعي لخطورتها سوف تفتك بمجتمعنا لا سمح الله بالكبير والصغير دون تمييز وهذا يعني أن الإستهتار يعد جريمة بحق صاحبه وبحق وطن بأكمله .
فجميع دول العالم وضعت حكوماتها خطط واضحة للتصدي والتعامل مع فيروس كورونا ، وأقرت عدة مسلمات يجب على الجميع الالتزام بها ونشرت جيوشها لتنفيذ ذلك، وهنا لاحظنا بالعديد من الدول كيف استهتر بعض الناس بها ولم يلتزمو بأدق تفاصليها وهنا للأسف حلت الكارثة ووقع المحظور وشاهدنا عداد الموت يحصد بالأرواح نتيجة الاستهتار بتلك الاجراءات برغم كل الوسائل التي اتخذت والهدف الأول والأخير هو سلامتنا جميعاً.
وبرغم ذلك لازلنا نشاهد من لا يلتزم بتلك الإجراءات ولا يلتزم بالحظر وأن أغلب المؤسسات باتت تلتزم بالسلامة العامة إلا أنه هناك بعض التجاوزات من البعض الذي لا يتقيد بالاصطفاف وترك مسافة بينه وبين الآخرين عند دخوله إلى مؤسسة أو سوق تجاري ، وهذه الممارسات السلبية التي تضرب بعرض الحائط إجراءات الحكومة ستؤدي إلى عواقب كارثية لا سمح الله لا تحمد عقباها.
وهنا علينا التأكيد على أهمية التباعد الاجتماعي وعدم المخالطة، وبالطبع هذه التعليمات موجهة للجميع وليس للمصابين فقط ووجود شخص مصاب لا يعني أنه من تسبب في نشر العدوى وعلينا نبذه من المجتمع والتنمر عليه ، ولكنه مريض بمرض ما سيتم إصابته لعدة أيام وغالبية المرضى يشفون بإذن الله و لا يمكن نبذهم، فلا بد لهؤلاء العودة إلى حياتهم الطبيعية ومجتمعهم بعد أن يتعافو. وأخيراً نحن جميعاً علينا مسؤولية وطنية وأخلاقية كبيرة يجب علينا تحملها فمن غير المعقول أن تقوم الحكومة بإجراءات رسمية
ونجد هناك من يستهتر بصحته وبصحة عائلته ومجتمع بأكمله والتزامنا بتلك الاجراءات فهي واجب وطني وديني وأخلاقي ومسؤولية إنسانية وشعارنا يجب أن يكون " أنا وأنت ووطننا معاً يداً واحدة" فحب الوطن فوق كل شيء ويترجم هذا الحب بالحفاظ على أرواحنا وأرواح من نحب وهذا الانتصار على الكورونا لن يتحقق بشكل فردي إن لم نكن جميعاً يداً واحدة ونتحمل مسؤولياتنا من خلال الالتزام بالاجراءات التي فرضتها الحكومة بشكل دقيق لكي نتجاوز هذه الأزمة ولكي لا تتسع دائرة الأزمة وعندها لن يستطيع أحد من السيطرة على تبعاتها السلبية وعلينا جميعاً الالتزام الصحي فهومسؤولية انسانية ووطنية في مواجهة فيروس كورونا.
*مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث في لبنان