من هي الحالة ٣١ والتي سببت كارثة على كوريا الجنوبية وكادت منظومتها الصحية ان تنهار وتفقد السيطرة، بعد ان تسببت هذه الحالة ذو الرقم ٣١ باصابة آلاف الكوريين بفيروس كورونا ؟
كان تاريخ ٢٠ يناير على موعد مع تسجيل أول إصابة بفيروس كورونا داخل الأراضي الكورية، وبعدها بشهر تم تسجيل ٣٠ حالة، وعندها كانت كوريا الجنوبية على موعد مع الانتصار والسيطرة على الوباء وبشكل مبكر جداً.
لم يكن يتوقع الكوريين ان كارثة كبيرة ستحل بهم وان منظومتهم الصحية ستواجه كارثة لم تحدث في تاريخها الحديث، بعد تسجيل الحالة رقم ٣١ والتي كانت نقطة عكست كل التوقعات وقلبت الطاولة على الجميع .
عادت هذه المصابة حاملةً للفيروس من ووهان بؤرة انتشار المرض حينها بتاريخ ٢٠ يناير. تواجدت بموقع حادث سير بسيط، وراحت للعيادة للاطمئنان، وكان كل شي على ما يرام. قامت بزيارة الكنسية يوم ٩ فبراير لاداء طقوسها الدينية، بدأت تظهر عليها أعراض المرض يوم ١٥وكان عبارة عن شعور بإرهاق ونصحها الأطباء بعمل فحوصات وتحاليل خاصة بفيروس كورونا. للأسف تجاهلت النصيحة، وذهبت مرة اخرى للكنيسة يوم ١٦ فبراير. ما بين يوم ٩ ويوم ١٦ فبراير قابلت صديقًا لها في الفندق وتناولوا الطعام سوياً.
ارتفعت درجة حرارتها وبشكل كبير وبتاريخ ١٧ فبراير، وذهبت للمستشفى لعمل التحاليل والفحوصات اللازمة. بعد الفحص تم التأكد من اصابتها بفيروس كورونا وتم حجزها في المستشفى، وعلى ضوء ذلك تم اعلان الحالة رقم ٣١.
وفي غضون ايام قليلة، توافد عدد كبير من الحالات، وكلها مصابة بالفيروس، أغلبها كانت من الكنسية والفندق والأماكن المجاورة . وبعد تتبع الحالات تم التوصل الى ان السيدة المصابة بالفيروس والتي تحمل الرقم ٣١ هي الـ Index case أو حالة سبب تفشي الفيروس لأكثر من ٩٠٠٠حالة.
كوريا تعاملت مع هذا الوباء بوصفه حربا، والكنسية وحدها أسهمت بنسبة ما لا تقل عن ٦٠٪ من جميع الحالات في البلاد، وهو ما جعل السلطات تتهمها بالقتل وانتهاك قانون مكافحة الأمراض المعدية.
سوء الفهم والتساهل وعدم الوعي أو تقدير خطورة الفيروس وسرعة انتشاره كانت أسباب أدت الى انهيار غير مسبوق جعل من كوريا الجنوبية متصدرة للمشهد كثاني اكبر بؤرة للمرض في اسيا بعد الصين. ولذا قد تتسبب حالة واحدة لا تظهر عليها الأعراض، باصابة الآف وقتل المئات. فإذا كانت حالة واحدة احدثت هذا الزلزال في دولة متقدمة علميًا، وتكنولوجياً وصحيًا، فكيف سيكون الوضع عندنا في اليمن اذا حلت علينا كارثة كهذه-لا قدر الله - ومن حالة واحدة فقط؟!
#حمايتك لنفسك، ستحمي اسرتك، وستحمي مجتمعك. #خليك بالبيت، ولا تكن #كحالة ٣١ لليمن.