لا يخفى على أحد أن الصين تشهد نهضة علمية وتكنولوجية، تتجلّى خاصة في التفوق العلمي في عدة مجالات وعدد براءات الاختراع والأبحاث العلمية المنشورة والشركات العملاقه في مجال التكنولوجيا والاتصالات. وقد كانت فترة انتشار فيروس كورونا فرصة جديدة للتعرف على التكنولوجيا الصينية واستخداماتها، سيما في مواجهة الأزمات. فمنذ أن تم الاعلان عن بناء مستشفى هووشن شان، كنت أشاهد البث المباشر لعمليات البناء التي استغرقت عشرة أيام فقط. وقد رأيت مشاهد مثيرة سخّر فيها الإنسان التكنولوجيا الحديثة لإنشاء هذا المستشفى بأعلى المواصفات وفي فترة قياسية.
شاهدت الثقة والشفافية العالية لدى الحكومة الصينية وهي تعرض المعلومات الحية عن الإصابات وأماكن وقوعها. ويمكن لأي شخص الاطلاع عليها على مدار الساعة، فبواسطة هاتفك يمكن معرفة عدد الإصابات وأماكنها. وإضافة إلى ذلك، يمكنك معرفة الأماكن المكتظة بالناس في الوقت الحقيقي، باستخدام تطبيقات الهاتف من أجل تجنبها ومنعًا للعدوى.
وكم أشعر بالارتياح عندما يتواصل معي المسؤول في الجامعة بشكل يومي ليطمئن على صحتي. حيث يرسل لنا الاحصائيات عن الإصابات في كل حي سكني، وتاريخ الإصابة، وإعطاء الطلاب التعليمات الصحية اللازمة.
يمكنك كذلك رفع بياناتك الصحية من خلال تطبيق ذكي أطلقته الحكومه الصينية، ليقوم التطبيق بإعلامك في حال الحاجة الى الرعاية الصحية، ويتم تحديد موقعك عبر نظام الاحداثيات وإرسال نداء الى الوحدات الصحية الموجودة في كل مكان لنقلك الى أقرب مستشفى.
شاهدت كذلك مقاطع فيديو لطائرات مسيرة تطوف في الشوارع والأماكن المختلفة لإعطاء التحذيرات للمواطنين المخالفين وارشادهم للبقاء في بيوتهم وارتداء الكمامات الطبية.
شاهدت فيديو لرجل آلي في أحد المستشفيات يقوم بتوصيل الوجبات والمستلزمات الطبية للمرضى في الحجر الصحي.
شاهدنا جميعا توصل مراكز الأبحاث الصينية وفي وقت قياسي إلى عزل الفيروس المسبب للمرض والبدء بإجراءات ايجاد الأدوية واللقاحات المناسبة للقضاء عليه.
شاهدت المتطوعين في كل حي سكني مزودين بمعدات ذكية لقياس درجة الحرارة يقومون بقياس درجة الحرارة لكل من يدخل المجمعات السكنية او المجمعات التجارية.
أخيرًا، أنا غير مضطر للخروج من البيت، فالتعاملات المالية والتسوق عبر الإنترنت قد وصل في الصين إلى مستوى من التطور غير مسبوق. فعبر هاتفك يمكنك شراء المواد الغذائية وطلب الماء وكل ما تحتاجه ليصلك الى بيتك مباشرة دون عناء.
مشاهد كثيرة تثير الإعجاب والطمأنينة في كل الجوانب الصحية والتكنولوجية والعلمية والأمن الغذائي. كل ذلك يخبرنا أن الصين قادرة على احتواء هذا الوباء والقضاء عليه، وأنها خط الدفاع الأول عن العالم أجمع.
*باحث يمني في جامعة نينغبو