علق اليمنيين الكثير من الآمال، والأحلام باستعادة الدولة المخطوفة، من قبل مليشيات الحوثي الإنقلابية، وأفرط اليمنيون في ثقتهم بقيادات الشرعية، ومنحها شرفٌ لا تستحقه للأسف!
حيث أثبتت الأيام، بأن هذه الشرعية ليست جديرة بالثقة التي مٌنحت لها، ولا حتى بالأحلام التي علقها أبناء اليمن عليها، لأنها أضحت للجميع بأنها مجرد كومة من الفساد، على حساب وطن وشعب يتجرع الألم والمعاناة كل يوم، بينما تنعم هذه القيادات في بحبح من الثراء والانبطاح بنفس الوقت، مستفيدة من إطالة أمد الحرب، لا تقل سوءً عن مليشيات الحوثي التي هي الأخرى تتاجر بدماء الأبرياء، وتمارس النهب والاستيلاء على كل مؤسسات الدولة والقطاع الخاص.
ولكن حديثنا عن الشرعية، كونها أمتلكت الكثير من الأوراق الرابحة لكسب المعركة، ولكنها فشلت في الاستفادة منها، بل وصل بها الحال لأن تخسر ما تبقى لديها من أوراق لصالح الحوثيين، وبعد خمس سنوات من الانقلاب والحرب من أجل استعادة الشرعية، أصبحت الشرعية اليوم في مربع ضيق، ومأزق كبير، لتزيد من حجم المعاناة لدى اليمنيين، وتقتل فيهم روح الأمل باستعادة الدولة والجمهورية من أحضان الكهنوت الحوثي.
شرعية الفنادق، باتت تنظر للحرب كغنمة، وفرصةً لا يمكن تعويضها، وباتت القاهرة وعمّان واسطنبول، هي المناطق التي تسعى الشرعية للتواجد فيها، بدلاً من الهدف الأسمى "استعادة صنعاء"، بينما نجد الحوثيون اصبحوا هم المستفيدين على الميدان، من خلال التحكم في إدارة المعارك والجبهات وقت ما يريدون، ليحولو ضعف الشرعية، وفشلها وفسادها، إلى وسائل مساعدة لاستمرار انقلابهم، وبسط سيطرتهم على مناطق جديدة، عجزوا سابقاً في الوصول لها، ولكن الشرعية الآن باتت هي من تمنحهم الضوء الأخضر للتمدد، بفعل الفساد الذي ينخر قياداتها، والاختراق في صفوفها.
شرعية العار، أكثر من خمس سنوات، لم تستطع أن تسيطر على قطاع الاتصالات، ولا أن تبني شبكة اتصال جديدة، على الأقل لتحمي خططها ومعاركها العسكرية، بدلاً من التعذر بعد كل خسارة بأن هناك اختراق معلوماتي، وترديد نغمة "الانسحاب التكتيكي"، التي مل سماعها المواطن اليمني.
بقاء الشرعية في الفنادق كل هذا الوقت الطويل، ساهم في تفكيك بقية المناطق واعطاء الفرصة للدول الخارجية في تغذية ودعم الحركات والجماعات الدينية والمليشيات المسلحة في أكثر من منطقة، لتكون المحصلة النهائية، إضعاف "شرعية العار"، وتفكيك النسيج المجتمعي اليمني، وخلق حالة من الصراع والكراهية بين كافة شرائح ومكونات المجتمع.
أما حان الوقت لطي "شرعية العار"، وايجاد شرعية حقيقة من الميدان، وتصحيح منظومة المؤسسة العسكرية، بدلاً من الأرقام الفلكية على الورق، ووقت المعارك لا أثر لها!
ما لم يكن هناك تغيير وتصحيح حقيقي لمؤسسة الرئاسة والحكومة وكافة قطاعات الدولة، فلن يحدث أي استعادة للدولة، في ظل وجود هذه القيادات الفاسدة والفاشلة، والمتاجرة بدماء الشباب والجنود الأبرياء الذين يضحون بأنفسهم، لصالحات جماعات منتفعة في الخارج!
من المعيب أن نظل لخمس سنوات ونحن نسمع"فارس في مشيته" يردد عبارة لن يطول صبرنا! فعن أي صبرٍ يتحدث؟؟ لقد باتت أحاديث قيادات الشرعية وخطاباتها وتصريحات مسؤوليها، وسيلة للفكاهة والسخرية، بعد أن ملّ الجميع هذا الضعف والفشل.
الرحمة لضحايا الوطن .. الشفاء للجرحى .. اللعنة للفاسدين ولشرعية العار! النصر لليمن .. للجمهورية .. لا للانقلاب الكهنوتي الحوثي .. نعم ليمن الزبيري والنعمان وعبدالمغني. *من حائط الكاتب على موقع "فيسبوك".