شهادة مقدمة من المناضل/ محمد علي أحمد، حول اشتراط خروجهم من صنعاء من قبل رفاقهم في عدن عام 1990م، وجاءت رداً على تساؤل قدمه وكيل وزارة الشباب والرياضة شفيع العبد،
الاخ العزيز/ شفيع العبد المحترم تحية العمل المشترك وبعد. اخي العزيز بناء على طلبك المسجل بالاتصال الصوتي والذي تريد فيه مني معرفة ماتم قبل الوحده بهدف طردنا من صنعاء بناء على طلب السلطة بما تسمى الطغمة حينها ونحن الزمرة وهي من مصطلحات الانقلابات بين الكتل السياسية للحزب الاشتراكي في الماضي مع الاسف، كل ما حدث صراع بين الأخوة في الحزب وهزم جزء منه سمي بمصطلحات سياسية كما يحلو للمنتصر. للعلم اخي شفيع العبد لقد تحدث علي ناصر بما كان وفيه الكفاية، ولكن للدقة والتوضيح سأقول لك الحقيقة وشهودها على قيد الحياة عدا رمزها رحمه الله. لقد دعانا علي عبدالله صالح للقاء قبل سفره إلى عدن بيوم واحد من اعلان الوحدة (احمد مساعد حسين وعبدربه منصور هادي ومحمد علي احمد) وطرح علينا الخروج من الوطن، وكان اللقاء بحضور الاخ علي محسن صالح الأحمر، وشرح لنا ما تم في مجلس النواب من قرارات، وقال لنا: انا مسافر الى عدن اليوم وأنا جهزت لكم التذاكر وحق الاقامة وإذا عندكم أي مشاكل من أجل جماعاتكم من الحراسات بحلها لكم وانتم ستغادرون صنعاء الان الى أي دولة وبنرتب أوضاعكم في سفاراتنا، وذلك بسبب اشتراط سلطات الجنوب خروجكم.
كانت هذه شروطهم من أجل نوحد الوطن ونحن المجموعة المذكورة على قيد الحياة. وأثناء حديث علي عبدالله صالح رحمه الله كان تركيزه علي شخصياً حيث كنت أجلس جواره مباشرة على الكنبة، بينما كان الأخوة احمد مساعد حسين وعبدربه منصور يجلسان على يساري على كرسيين منفردين، يقابلهم الأخ علي محسن الأحمر منفرداً على الجهة اليمنى. حيث كان اللقاء في قاعة الاستقبال الطويلة في مقر القيادة العامة للقوات المسلحة التي كان صالح يستقبل فيها السفراء ويؤدي فيها الوزراء اليمين الدستورية. وكان يتواجد في القاعة على بعد منا الأخ عبد العزيز عبد الغني رحمه الله يجلس وحيداً.
توجيه صالح حديثه لي شخصياً يعني أن أصحابي أحمد وعبدربه كأنهم قد اطلعوا على مضامين الموضوع قبلي ولم يتبق إلا انا ليطلعني على مايريد. بعد انتهاء صالح من الحديث، باشرته بالقول: أنت أخرجت علي ناصر قبل 6 شهور ونحن تواطئنا معك في ذلك، وتريدنا أن نخرج من الوطن في عيده وغايته، لذا من المستحيل أن نغادر ونحن الذين حققنا الوحدة ودفعنا الدم في سبيلها ثلاثة عشر الف شهيد في 13 يناير 1986 لقد ضحينا بأفضل الرجال من أجلها، وتريد اليوم أنت وعلي سالم البيض أن نخرج من اليمن، وانت وهو بترفعون العلم بالكرفتات، ونحن الذين دفعنا الثمن نخرج مطرودين من الوطن فهذا هو المستحيل بعينه، ولن نخرج من صنعاء إلا أشلاء ولن نخرج كما تريدون. عند ذلك قفز علي عبدالله صالح من جواري خطوتين إلى الأمام في القاعة بصورة عدوانية وهو واضع يده على جراب مسدسه، ووجه لي عبارة قال فيها: انا علي عبدالله صالح ولست مثل علي ناصر ولا علي سالم البيض تهددهم.
بدوري وقفت من مكاني عندما نهض هو ولم يكن لدي سلاح، وكأنه يخوفني بتهديده وسلاحه، وكنت متهيأ للإمساك به في حالة اقدامه على اخراج مسدسه كوننا كنا قريبين من بعض وكنا متواجهين بقلوب سوداء ومستعدين لبعض، وقلت له رافعاً يدي أمامه: وانا لست مثل عبدالعزيز عبدالغني ولا العرشي تهددهم، انا محمد علي أحمد.
كانت لحظات في غاية الخطورة فقدنا فيها التوازن، ولوكان معي سلاح لتطور الأمر. لكن الأخ علي محسن الأحمر رجل شجاع، قفز من مكانه ليجلس بيننا، وارغمه على الجلوس معاتبا له بالقول: هؤلاء ضيوفك وبلا سلاح ومن العيب عليك مافعلت. واعاده إلى الكرسي وعدنا لاكمال الحديث، وعلي عبدالله يقول: ماذا أقول لهم وهذا يوم عظيم ما بيدخلوا صنعاء وانتم فيها؟.
كان يمسك بيده دفتر ورق لون غلافه ازرق سحبته منه بغضب وقلت له قول لهم هذا الرد هو ردنا على طلبهم اخراجنا من صنعاء، وكتبت له الأسماء مبتدءا بقائدهم ١. علي سالم البيض ٢. حيدر العطاس ٣. فضل محسن عبدالله ٤.سالم صالح محمد ٥. محسن عبدالله الشرجبي ٦. سعيد صالح "رحمه الله“ ٧. صالح عبيد احمد. هؤلاء كجنوبيين ومن الطرف الثاني (حوشي) ومنهم: ٨. جار الله عمر الله يرحمه ٩. الشامي ١٠. الهمزه ١١. احمد علي السلامي. وبعدها قلت لعلي عبدالله صالح اذا هم يريدونا نخرج، هذه شروطنا نحن اخراج هؤلاء ايضا من جهتهم، وأنا موقع عليها وحدي، رغم أن رفاقي لم يتحدثون بشيء، وكأنهم موافقين مسبقاً، الله يعلم بما في القلوب.
الجدل والنقاش كان بيني وبينه وقلت له قل لهم وانتم يريدون منكم هذا الشرط بالمثل، وقلت له: اذا تريد تتخلص منا ومنهم طلعنا طائرة واحدة وفجرها، نحن لا يمكن نخرج من صنعاء. بعدها نظر علي عبدالله صالح لعلي محسن، وقال انا بكلف علي محسن يجلس معكم بعد بهذه المهمةوتعاملوا معه. هذا ماتم اثناء اللقاء وهي شهادة لله لمن ماتوا، والبقية مازالوا أحياء احمد مساعد وعبدربه منصور وعلي محسن صالح. بعد خروجنا من القيادة العامة عدنا إلى بيوتنا، وتولى علي محسن المهمة ووزع جماعتي في اليوم الثاني منهم عليوه واحمد مساعد وباجميل وعلي الأحمدي ومعهم ناصر العولقي وزير الزراعه ارسلهم صعده. وعبدربه منصور هادي ارسله حجه واحمد عبدالله الحسني في الحديده سكنه هناك وما حضر الى صنعاء، وانا استدعاني علي محسن بعد ماوزع المجموعه كلاً على حده، وهو مازال حياً يرزق وطرح علي فكرة الخروج من صنعاء إلى أي محافظة أخرى، حتى يمر هذا اليوم ويلبي شرط جماعة عدن. فقلت له هم يدخلون صنعاء وانا بدخل عدن مادام نحن موحدين. قال لي صعب خيارك هذا، هل في خيار ثاني، قلت له يدخلون صنعاء وانا بدخل مكيراس لودر أمشعه قريتي، فقال صعب هل فيه خيار ثالث قلت له يدخلون صنعاء، وانا بجلس في بيتي وأذا انتم خايفين نتحرك هات لي من حراستك معي وانا باعطيك من حراستي مثلهم عندك اذا عندكم شك ان نعمل شي مخل بالأمن. قال لا ممكن تجلس في البيت وما تخرج حتى لا تسبب لي احراج مع الرئيس. قلت له وجب ابشر ووافقت على ذلك. وهذا كلامي ومن احكي عنه على قيد الحياة ممكن يقول رأيه في ذلك.
و بعد الغداء من يوم الوحدة عندما رفعنا الأعلام على سطوح المباني، وفي الساعه ١٢ يوم ٢٢/ ٥ / ٩٠ اتصلت بعلي ناصر وهنأته بيوم الوحده، وقلت له أنت اولى من يستحق التهنئة بهذا اليوم العظيم هذا اليوم غايتنا، باعتبارك صاحب الفضل لهذه الوحدة، اهنئك واهنئ شعبنا الجبار يحيا اليمن الموحد.
لكنهم للأسف شوهوا الوحدة بسلوك قادتها وممارساتهم ضد الشعب وأفقدوه الغاية بسبب سلوك الأفراد. وبعد الغداء رحت إلى بيت محمد سليمان ناصر وخزنا مع بعض وكنا نتفرج على السير من عدن الى دخول صنعاء والمهرجان وكلمات الترحيب وكلمة البيض العاطفية مكرر عبارة الوحدة الى الأبد ثلاث مرات.
هذه هي الحقيقه و الحاضرين مازالوا احياء، وإن شاء الله لم يخنني التعبير، واعطيك تفاصيل المبلغ المدفوع من علي محسن الذي دفعه له علي عبدالله صالح مع التذاكر هو مائة الف دولار حق الإقامة عندما نقبل السفر للخارج الهند او أي وطن أخر نختاره وكيفية تم التوزيع بين خمسه أفراد بما فينا المحاسب لعلي محسن اعطيته عشره الف دولار منها. هذا ليس بيع لعلي ناصر وربما عنده معلومات اخرى هو مسؤول عنها وانما المائة الف دولار كما قال لي علي محسن صالح الأحمر مصاريف سفر عند القبول به وهذه برآة ذمة للاخوان الذين استلموا من ٣٠ الف دولار حسب ما نشرته الاعلام في المواقع، اعوذ بالله من ذلك هذه كرامة وشرف وتاريخ ويكتب بأمانة لمن هم مسؤلون عن ما يقولون وبعيد عن المناكفات والتشهير. ممكن التأكد من علي محسن صالح الذي استدعاني إلى بيته بعد انتهاء الحفل وتوزعوا جماعة الزمرة في الفنادق والشقق يوم ٢٢ مايو ٩٠.
اتصل علي محسن للبيت معتقداً وجودي في البيت ولكن العكس كان غير ذلك قالوا له الحراسه بانشعره وبعدها اتصلوا بي وابلغوني اتصال علي محسن. رجعت اتصلت به انا وقال وينك فقلت له انا بخمر، استغرب قال بخمر، فقد انزعج من ذلك الخبر، فقال لي اذا يدك بالماء فلا تجف إلا عندي، قلت له ابشر يا سيد القوم. تحركت من عند محمد سليمان إلى عنده لكونهم متجاورين في السكن، وماهي إلا دقائق وانا دخلت عليه، استقرب قال لي كيف قطعت المسافة بهذه السرعة، قلت له الله معنا وحليف لنا، وبعد جلوسنا قلت له انني كنت عند محمد سليمان. وشرح لي ماكان يفعل ويكذب على علي عبدالله صالح بتقارير الموقف للعمليات انني في الحديدة من أجل أن لايغضب عليه، وقال الحمدلله الأمور مشت كما نحن نريدها.
والان هذه التذاكر حقكم للسفر، مزقهن بنفسه ورماهن في كيس القمامة، وقال لي هذه مائة الف دولار لك شلها من عند المحاسب تستحقها تكريم لمواقفك والله انا معجب كثير بمواقفك. بدوري شكرته وخزنا قليل نتبادل الرأي نص ساعة روحت البيت حقي ووزعت المبلغ بيننا بالتساوي انا واحمد مساعد وعبدربه منصور واحمد عبدالله الحسني و عبدالله عليوه وعشره مع المحاسب، ورفعت له كشف باستلامهم، فقال انا اعطيتك اياها لك وليس للتوزيع وقلت له انا عملت كذا والمال بيكمل وهذا كان باسم المجموعة لو نجحت الخطة. فالمال لله والكرامة والشرف باقيين. هذه هي قصة قضيتنا قبل الوحدة يا أخينا وللأمانة وشهادة لله. ولك تحياتي وسلامي ......