شاركوا في حكومة الحوثي بعد قيامه بقتل زعيمهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح واعتقال أبنائه وأبناء أخوته وكافة أفراد أسرته، انخرطوا في حكومة الحوثي كأتباع (بل وكأقل من أتباع) بعد أن أرتكب الحوثي كل الجرائم ضد زعيمهم وأسرته وضد عشرات الآلاف من رفاقهم من قادة المؤتمر وكوادره وحتى أعضائه العاديين. فعل الحوثي كل ذلك دون أن يحركوا هم ساكناً سوى أنهم "شاركوا" في حكومته وباركوا خطواته! وحين أطلق الحوثي سراح خمسة متهمين بمحاولة اغتيال صالح عام ٢٠١١، خمسة متهمين ينكرون التهمة، ثارت ثائرتهم وعلقوا مشاركتهم في حكومة الحوثي! أي منطقٍ هذا؟! "زعلانين" ممن أُتِّهِمُوا في النيابات والمحاكم (وهم ينكِرون ذلك) بمحاولة اغتيال صالح وفشلوا أكثر من زعلهم ممن قتل صالح ومثل بجثته وأخفاها ونكل بعائلته (بشكل آلم وجرح الكثير من اليمنيين وأنا منهم) في وضح النهار وعلى مرأى من الجميع، ويقول نعم أنا من فعل كل هذا ويتباهى به! أي منطق هذا؟! هل يعني هذا أنكم زعلانين من الخمسة المتهمين بمحاولة اغتيال صالح لأنهم فشلوا في اغتيال صالح (إذا افترضنا أن التهمة عليهم صحيحة)، وتحبون الحوثي لأنه نجح؟! لا يمكن فهم الأمر إلا على هذا النحو. ماذا تريدون يا "مؤتمريي الداخل"؟! أن يقتصّ لكم الحوثي من متهمين بمحاولة اغتيال صالح الفاشلة قبل ثمان سنين؟! الحوثي الذي قتل صالح قبل سنتين وقتل معه المئات واعتقل الآلاف وشرد آلاف الأسر وعشرات الآلاف من الأفراد المؤتمريين ويتباهى بذلك ليل نهار، تطالبونه بعدم الإفراج عن خمسة متهمين بمحاولة اغتيال صالح قبل ثمان سنين وتطالبونه بمعاقبتهم رغم إنكارهم تلك الجريمة! تطالبون القاتل الصريح لزعيمكم بمعاقبة خمسة متهمين ينكرون اتهامهم بمحاولة فاشلة لاغتيال زعيمكم! أين سمعتم بمثل هذا من قبل؟! حتى لو قرر الحوثي معاقبتهم وإعدامهم، عليكم أن ترفضوا أو تصمتوا على الأقل لأن الحوثي من قتل وأعدم زعيمكم! بالله عليكم، كيف ستفرحون مثلا لو قام الحوثي بمعاقبة هؤلاء المتهمين الخمسة بمحاولة فاشلة لإغتيال زعيمكم قبل ثمان سنين والحوثي هو من قتل زعيمكم فعلا قبل سنتين وينكل بأسرته وبرفاقكم حتى الآن؟! الحوثي أطلق سراح المتهمين الخمسة بمحاولة اغتيال صالح في تفجير جامع النهدين عام ٢٠١١ (والذي أودى بحياة عديدين) في إطار عملية تبادل أسرى، وحتى لو لم يكن هناك عملية تبادل أسرى، فعلى الحوثيين إطلاق سراحهم تجنباً للنكتة على الأقل. إذ من المضحك أن يستمر هؤلاء المتهمون غير المؤكدين بمحاولة اغتيال صالح الفاشلة قبل ثمان سنين في سجون وقبضة سلطة الحوثيين، بينما الحوثيون هم قَتَلَة صالح الثابتون والمؤكدون! صالح وعائلته، صالح ورفاقه، صالح وحزبه! وفي النهاية، تقوم قيامتكم يا مؤتمريي الداخل على قيام الحوثي بإطلاق سراح خمسة متهمين بمحاولة اغتيال صالح قبل ثماني سنوات، وتقررون تعليق مشاركتكم في حكومة وسلطة الحوثي الذي قتل زعيمكم ورفاقه ونكّل بأسرته وبعشرات الآلاف من رفاقكم قيادات وكوادر وأعضاء المؤتمر!
عَلَّقوكُمْ كلكم من أرجلكم في "سمسرة وردة" يا أغبى من طالب يوماً بقِصَاص وأسخف من طالب يوماً بثأر!
* من حائط الكاتب على موقع "فيسبوك".