أربع سنوات مرت على تدخل التحالف العربي في اليمن والذي هدف حينها لدحر جماعة الحوثيين المدعومة إيرانياً وإستعادة الشرعية اليمنية ، وهي فترة طويلة مرت بتحولات عميقة أثرت على المسارات السياسية والميدانية والإنسانية في البلاد.
سياسياً، لم تكن العلاقة بين التحالف العربي والحكومة اليمنية بوئام دائم ، فقد شابها توتر وتصريحات غاضبة من مسؤولين في الحكومة اليمنية والرئاسة تطالب في مجملها بإعادة رسم العلاقة بين الطرفين على أسس سليمة ومتكافئة وتطالب طرف في التحالف بوقف دعم المليشيا المتمردة عن الشرعية ، خاصة في المحافظات الجنوبية اليمنية .
آخر تلك التصريحات لمستشار رئيس الجمهورية سلطان العتواني ، في رده على سؤال وكالة سبوتنيك الروسية الذي طالب " بتحقيق واضح في العلاقة بيننا وبين الأشقاء الذين يدعمونا في هذه الحرب لنصل الى استعادة دولتنا".
العتواني قال "ان هناك أطرافا إقليمية ودولية تحد من مسار الحرب، فقد كان الجيش اليمني على بعد أمتار من الحديدة، عندها تدل المجتمع الدولي ووصل إلى استكهولم"، بهذه العبارة يختزل المسؤول الرئاسي اليمني مسيرة دخول التحالف السنة الخامسة في اليمن بوجود عراقيل تمنع تقدم الجيش اليمني نحو العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة الساحلية .
يرى مؤلف كتاب "العالم المضطرب في الشرق الأوسط " جيمس إم دورسي ان الرياض تتبع قاعدة كارل ماركس في تدخلها العكسري باليمن" يجب أن تسوء الأمور لتصبح أفضل".متهماً إياها بتهويل إيران لأن التهديد الحقيقي المنبعث من اليمن يخدم هدف السعوديين، وبغض النظر عن مدى واقعيتها فإن هذه هي نظرة غالبية النخبة الغربية للتحالف العربي باليمن ، بعد أربع سنوات من التدخل وتصاعد المأساة الإنسانية .
في المقابل ، تقول الرياض أنها تخفف من المعاناة الإنسانية التي تعصف باليمن عبر تقديم المساعدات الإنسانية على كافة المستويات ، وتدعم الحكومة اليمنية للقيام بواجباتها، واخرها تسليم ملياري دولار كوديعة لليمن ومشتقات نفطية للعاصمة المؤقتة عدن ، فيما أعلن مركز الملك سلمان عن دعم البلد بما يقارب الإثني عشر مليار دولار منذ بدء عمليات التحالف .
جماعة الحوثيين ، وبالرغم من أنها سبب رئيس للصراع الدامي المتصاعد منذ دخولها صنعاء في سبتمبر من العام 2014 ، لا تزال الى اليوم تعمل على تعميق المأساة اليمنية وزرع الألغام أمام كل محاولات السلام ، مؤكدة أنها وكيل حصري لملالي إيران في تدمير البلاد وتمزيق الهوية الوطنية.
صحيح أن التحالف العربي استطاع السيطرة على الأجواء اليمنية في الساعات الأولي من العمليات العسكرية ، لكنه فشل الى حد اليوم في إيقاف الصواريخ التي تطلقها الجماعة والتي قال التحالف انه تم تطويرها بتقنيات إيرانية ، فيما يقول بيان صادر عن جماعة الحوثي في ذكرى انطلاق عمليات عاصفة الحزم انه قادر على ضرب أهداف في الرياض وأبو ظبي .
ولعل من الأمور التي ينبغي الإشارة اليها ، هي قيام الحوثي بتطوير طائرات صغيرة بدون طيار ، إستطاعت الوصول لقاعدة العند العسكرية في يناير المنصرم وأودت بحياة نائب رئيس الأركان العامة ورئيس المخابرات اليمنية ، الأسبوع المنصرم أعلن التحالف العربي إسقاط طائرة بدون طيار في سماء مدينة أبها السعودية ، فيما يعلن التحالف أن منظومته الصاروخية أسقطت 220 صاروخاً أطلقها الحوثيون ، وهم الذين تحدثوا عن ضرب إمكانيات الجماعة الصاروخية في الأيام الأولى من العملية العسكرية .
مع دخول الحرب عامها الخامس ، فإن أهم ما يحتاجه هذا البلد المنكوب هو إعادة بنائه من الصفر خاصة في المدن المحررة ، لطالما عانى البلد المدمر وسكانه من أسوأ الكوارث الإنسانية التي تحتاج لمعالجات حقيقية للحد من توسعها ، على المستوى السياسي هناك دعوات مستمرة وملحة لتوحيد صفوف المتحالفين في الشرعية والتوقف عن شيطنة المكونات السياسية ، بالإضافة الى دعم حقيقي للجيش الوطني والتقدم في معركة التحرير بعد أن تم تلغيم عربة السلام الأممية من قبل الحوثيين .