باتت هناك قناعة تامة بأنه لا سبيل للسلام في اليمن سوى عن طريق التحرير، خاصة تحرير الحديدة بالتحديد، باعتبارها المنطقة الأهم والأكثر حيوية لدعم ميليشيات الحوثي الإيرانية بالسلاح والمواد اللازمة، كما أنها وسيلة الضغط الإيرانية لتهديد الملاحة الدولية، واستخدامها دائماً للمساومة والمزايدة؛ ولأن تحرير الحديدة هو الطريق للسلام فإنه لا بد من خوض معركة التحرير هذه للنهاية، وعدم التوقف تلبية لطلبات أية جهة بحجة إعطاء فرصة للجلوس للمفاوضات، خاصة بعد أن ثبت بوضوح أن ميليشيات الحوثي الإيرانية تستخدم هذه الورقة دائماً كلما زاد ضغط المعارك عليها، ثم بعد ذلك تتهرب من الحوار والمفاوضات بأية حجج، مثلما فعلت في مفاوضات جنيف الأخيرة التي ذهب وفد الشرعية إليها ولم يأتِ وفد الحوثيين متحججاً بحجج واهية.
لأجل هذا، ومع إعلان الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي استعدادها الجلوس للحوار في أي وقت، إلا أن عملية تحرير الحديدة قد أُعلن عن انطلاقها بالفعل، وها هي الضربة المفاجئة التي باغت بها الجيش الوطني اليمني، والتي سبقها تمهيد من قوات التحالف العربي بغارات مكثفة على مواقع وتحصينات ومخابئ الميليشيات، تؤتي ثمارها بسقوط كم هائل من الخسائر في صفوف الميليشيات، مع تقدم كبير لقوات الشرعية في مواقع متعددة استراتيجية.
وتعد هذه هي العملية الأكبر لقوات الشرعية مع التحالف العربي، التي تتم بدقة تامة لتفادي إصابة المدنيين الذين تتخذهم ميليشيات الحوثي دروعاً بشرية لها.