ميليشيا الحوثي الإيرانية التي انقلبت على الشرعية واستولت على السلطة في اليمن بالقوة واصلت نهج المراوغة لتجنب الدخول في أية مشاورات أو مفاوضات حل سياسي، لأنها تعي جيداً أن وضعها غير شرعي، وأن المفاوضات ستقود إلى بسط نفوذ الشرعية على كامل أراضي اليمن، وهو ما يتناقض مع الأجندة الإيرانية الرامية لإثارة الفوضى والاضطرابات في المنطقة، ولهذا نرى الحوثيين يضيعون الفرصة التي انتظرها العالم بعد صبر وجهد طويل.
أربعة أعوام والعبث الحوثي مستمر، ورغم ذلك نجد أن بعض الجهات الدولية، التي من المفترض فيها الحيادية، لا تلتزم بالموضوعية في تناولها لبعض القضايا في اليمن، وتضع تقارير تحوي نتائج مغلوطة ومتناقضة مع الواقع، مثل تقرير فريق لجنة الخبراء التابع لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، والذي جاء متناقضاً مع كافة مقررات مجلس الأمن الدولي والتقارير الأممية الأخرى الخاصة باليمن، مثل هذه التقارير المغلوطة هي التي تشجع الحوثي على مواصلة العبث وممارسة نهج المراوغة للتهرب من أي حل سياسي، ورغم أن المبعوث الأممي ثمن عالياً حضور وفد الحكومة الشرعية لجنيف والتزامها بالمباحثات، إلا أننا لم نسمع منه انتقادات لعدم التزام الحوثيين بالحضور.
عبث ميليشيا الحوثي الإيرانية لن يتوقف إلا بضغوط ومواقف جادة من المجتمع الدولي ومؤسساته.