يبدو أن الضغط المؤتمري الرافض لعودة أحمد الكحلاني للواجهة من جديد باسم المؤتمر، دفع به إلى إعلان "براءة" مبتورة نشرها على صفحته الشخصية بهدف التخفيف من هذا الضغط. فقد نشر كلاماً إنشائيا عاما لا يؤثر إلا فيمن يجهلون دورة في خيانة اليمن والجمهورية وتقويض حزب المؤتمر الشعبي العام.
لم يذكر الكحلاني في منشوره حتى كلمة "حوثي" أو جنايتهم على البلاد والحزب، ولم يتطرق أبدا لتاريخ الإمامة الكهنوتية، فهو وإلى وقت قريب يدافع عن أجداده الطائفيين الذين قَتلوا ونَهبوا اليمنيين طوال قرون مضت. وفي إحدى اللقاءات في القاهرة مؤخراً، رفض رفضا قاطعا أن يتعاطى مع مقترح يدعو الهاشميين في حزب المؤتمر إلى اصدار بيان واضح يدينون فيه مليشيا الحوثي ويؤكدون ارهابهم بالإضافة إلى إدانة الفكر الإمامي العنصري والأئمة الذين حكموا اليمن في الماضي وتسببوا بكثير من الكوارث والمآسي الإنسانية.
يضع الكحلاني صورة سوداء محل صورته الشخصية في حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، في إشارة إلى الحداد والحزن على علي عبدالله صالح. وهذه حيلة قد تنطلي على بعض السذج.. فهو حتى هذه اللحظة لم يتحدث عن القتلة، ولن يفعل.. لن يهاجم اخوته وأولاد عمه الذين قتلوا علي عبدالله صالح وأسروا أفراد أسرته.. لن يتحدث عن العصابة التي دمرت اليمن وماتزال تقتل اليمنيين حتى هذه اللحظة حتى وهو في مأمن منهم في القاهرة.
كنت قد تابعت شهادة القيادي المؤتمري الجمهوري فهد الشرفي التي أدلى بها قبل أيام في صفحته الشخصية.. فقد كشف لنا بعض الممارسات التي تؤكد تورط الكحلاني في دعم مليشيا الحوثي، لكنه -الكحلاني- لم يرد على هذه الاتهامات الخطيرة والتي تستوجب منه الرد والتوضيح المفصل.
اليوم.. وبعد خراب مالطا، تبرأ الكحلاني "من كل من يريد أن يصل إلى الحكم بالقوة تحت أي مبرر". الآن وقد عصيت وكنت من المفسدين يا كحلاني؟!! كنا سنصفق لهذا الموقف لو صدر منك أثناء ما كانت مليشيا الحوثي تقتحم المدن وتهاجم المعسكرات وتفجر المنازل.
تحدثت وكأنك هاشمي مغترب منذ عقود في بريطانيا وليس لك أي علاقة بما حدث خلال السنوات الماضية في اليمن، وهذا استخفاف بعقول المتابعين.. لأنك مشارك في كل جريمة ارتكبتها مليشيا الحوثي، وأنت من أخذت المؤتمر إلى هذا الفخ بحسب قيادات مؤتمرية معروفة.
باعتقادي، أنت مطالب بتنفيذ أربع خطوات ليثق بك الناس مجددا:
- الرد على اتهامات أبناء صعدة وحرف سفيان الذين أكدوا بأنك صاحب دور كبير في دعم وتمكين الحوثيين بالإضافة إلى خداع المؤتمر الشعبي العام وتسليمه للحوثيين والمساهمة في قتل مؤسس الحزب.
- إدانة مليشيا الحوثي بشكل واضح وصريح وتحميلها ما حدث في اليمن ضمن بيان يجمع فيه أكبر عدد ممكن من الهاشميين المؤتمريين، بالإضافة إلى التنقل بين القنوات التلفزيونية للتوعية بمخاطر السلاليين العنصريين، وتحذير اليمنيين من الفكر الإمامي اجمالا تماما كما يفعل بعض الهاشميين في حزب الإصلاح.
- إدانة الإمامة العنصرية وتاريخها في اليمن بشكل صريح ببيان يجمع فيه أكبر عدد ممكن من الهاشميين في المؤتمر الشعبي العام.
- الإعتذار لكل اليمنيين لانك كنت ممن ينكرون ارتكاب الحوثيين (أبناء عمومتك) لجرائم وانتهاكات ضد اليمنيين وهذا مثبت في صفحتك في موقع التواصل فيسبوك.