محمد حسين عشال وفي ذكرى رحيله الثالثة لا يزال حضوره يملأ القلب هيبة وَوقارا، وكأني به بيننا متنقلا بشجاعته المعروفة من موقع إلى آخر، ومن منزل إلى سواه، ورصاصات الغدر تلاحقه في مسلسل ألفه آل عشال وصار جزءا من روتين حياتهم على مدى العقود السبعة الأخيرة، واستمرت هذه المطاردة اللعينة تتمدد في ملاحقة الأحرار وآل عشال من الآباء إلى الأبناء ومن الأبناء إلى أبناء الأبناء، لا لشيء اقترفوه ولا لجناية اجترؤوا عليها، إلا أنهم أرادوا أن يعيشوا أحرارا ويتقاسموا هذه الحرية مع كل أبناء شعبهم، كضرورة يَرَوْن أنه من المستحيل عليهم أن يعيشوا بدونها، وأتذكر يوم استشهاد ولده عبد الحكيم رحمه الله في صنعاء مع ذروة الأحداث في سبتمبر ٢٠١١ وأنا أعزيه بولده، أنه كان في موقعه العشالي الصحيح ثباتا وقوة ووقارا، وكان يعلم من هم القتلة!!
وبعدها بأيام استهدف مرة أخرى في منصورة عدن واستشهد عدد من أقاربه وأحبائه وكان أيضا ثابتا شامخا ويعرف المجرمين الذين يضغطون على زناد الغدر!! وبعدها بأسابيع وهو يغادر أحد المنازل في "خور مكسر" على خط العريش استهدف برصاصات أخرى!! واستمر المجرمون الطغاة في المطاردة، واستمر محمد حسين عشال يمرغ أنوفهم القذرة ويفشل مخططاتهم الجبانة بمزيد من تلقين الناس قيم الحرية والشجاعة.
وكان يوم العاشر من يونيو من عام ٢٠١٥ يوما نال فيه الحبيب مراده والتحق بزمرة الأبرار الأخيار، ورغم الفاجعة وفداحتها إلا أن آل عشال لم يبدلوا ولم يغيروا.
يومها كسا السواد تلك الوجوه البائسات، وجوه الطغاة المجرمين، أما محمد فقد التحق بالآل الصالحين، وكتب سطرا إضافيا مباركا في سفر آل عشال وها نحن في ذكراه الثالثة وقد ارتقى كثير من الشهداء، وتقزم مشروع الانقلاب، وتفتت تحالف الغدر والفتنة، واقترب الوعد الحق، ويومئذ يفرح محمد وآل عشال وكل الأحرار بالنصر والحريّة..
سلام عليكم آل عشال أحرارا صالحين..