ربما لم أعرف الجنرال علي محسن صالح نائب رئيس الجمهورية كما ينبغي أن تكون المعرفة.. لكنني أعرف الجمهورية التي دافع عنها في ستة حروب . كاد في كل حرب منها أن يقطع دابر ( الإمامة ) النتنة . لولا ( تلفون الصالح ) ، الذي حوّل تلك الحروب إلى حملات تطعيمٍ للرجعية ، وتحصينٍ لمُخَلَّفاتِها .
ربما لم أعرف الجنرال.. لكنني أعرف الوحدة التي دافع عنها تحت إمرَة أخيه الرئيس عبدربه منصور هادي وزير الدفاع يومها وبرفقته . والتي انجلى غبار معاركها عن انتصار اليمن لوحدتها ، والجنوب لوحدويته .
وسقوط مشروع الانفصال الذي لم يكن - يومها - تعبيراً عن إرادة شعب ( متشعِّب ) ، قدر تعبيره عن طموحات فئة ( مُفتَئِتَة ) .
ربما لم أعرف الجنرال.. لكنني أعرف الثورة التي أعلن الانضمام إليها وهي درداء من كل قوة فامتلكت به القوة . ليست العسكرية الرادعة فحسب ، بل والسياسية والديبلوماسية . بما جرّت وراءها من استقالات وانضمامات مثَّلت الإعلان الرسمي عن دخول نظام صالح في حالة الموت السريري .
ربما لم أعرف الجنرال.. لكنني أعرف الشرعية التي ناصرها ووقف إلى جانبها في أحلك ظروفها وأخطر منعطفاتها مأموراً وآمراً .. ولا زال
ربما لم أعرف الجنرال.. لكنني أعرف الشرف العسكري الذي فرّ به كما يفرّ المؤمنون بدينهم . يوم تكالب الاعداء وقلّ الناصر .
مُصيِّراً ( حرب الجنرال الأخيرة ) حدّ وصف صحيفة الأولى - يومها - حربَه الأولى على طريق تأسيس الجمهورية الثانية .
ربما لم أعرف الجنرال.. لكنني أعرف مناصبه الكبيرة التي تخلى عنها - قوياً - بكل هدوء وأريحية تنفيذاً لقرارات الرئيس هادي وتدعيما لسلطته المُتَمَرَّد عليها - حينها - من كبار ( العائلة العميقة ) وصغارها .
ربما لم أعرف الجنرال.. لكنني أعرف رجاله ورفاقه جيداً من عميد الشهداء حميد القشيبي رحمه الله عكّاز الجمهورية الأولى ، إلى لواء الشهداء عبدالرب الشدّادي بطل الجمهورية الثانية .
ربما لم أعرف الجنرال.. لكنني أعرف أنّ الإمامي يبغضه . والانفصالي يمقته . والانقلابي يحقد عليه . كما أعرف أن كل المشاريع الصغيرة ترى نهاية آمالها الكاذبة ، وطموحاتها الخائبة ، في بزوغ نجم اليمن الاتحادي الكبير الذي يحمل ( محسن ) مشروعه سنداً وعوناً لأخيه الرئيس عبد ربه منصور هادي أبي المشروع وراعيه .
ربما لم أعرف الجنرال.. لكنني أعرف أنّ من طعن فيه لكونه من ( الهضبة ) قد انبطح تحت ( هضبة الهضبة ) مرتضياً أن يكون بيادةً يستبدل ( السيدُ ) بها نعله . أو جورباً يُدفئ به رجله !!
ربما لم أعرف الجنرال لكنني أعرف أنّ مَن سمّاه ( علي كاتيوشا ) تنديدا بقتاله المتمردين الحوثيين . قد هلل وكبّر ل( علي توشكا ) ترحيباً بقتله المدنيين !!
ربما لم أعرف الجنرال.. لكنني أعرف أنّ من عاداه. كونه ( قُوى تقليدية ) قد صار مُنظِّراً لتلك القوى . مؤلِّفاً عنها الكتب ، ومدبِّجاً فيها القصائد . وناسباً إليها المعجزات !!
ربما لم أعرف الجنرال لكنني أعرف أن من أعتبره عدو الجنوب لكونه مِن نظام ( 7 / 7 ) ومأموريه .
قد فتحوا الجنوب طولاً وعرضاً لاستقبال رؤوس ذلك النظام وآمريه !!
مؤكدين بلسان الحال لا المقال أن معارك اليمنيين كانت وستبقى معارك توجّهات لا جهات .
وأخيراً .. ربما لم أعرف الجنرال لكنني - بالتأكيد - أعرف علي البخيتي الذي لم يجد أفضل من نائب رئيس الجمهورية ليسوِّق - مِن خلال مدحه بالمعلوم - تاريخاً مزوَّراً للمجهول . مُؤكِداً - وهو ناطق الحوثيين قبلاً - أنّ مَن ( يكذبون كما يتنفسون ) لا ينطق باسمهم إلا من تَنَفّس الكَذِب .