كان ثمن (السلمية) التي رفعناها شعارا في 11 فبراير 2011 باهظا جدا.. لقد دفعنا من دمائنا 1444 شهيدا و 28 ألف جريح، وما يزال رفاق الثورة مغيبون في السجون منذ ذلك الحين..
مشينا على الأقدام أكثر من 1000 مسيرة ووقفة احتجاجية، و120 جمعة في كل ساحة من ساحات الثورة الـ 18خلال أكثر من عامين افترشنا فيها عراء الساحات وسط قيظ الصيف وزمهرير الشتاء..
من يحمل (السلمية) مآلات الأمور اليوم، يخطئ في التقدير، إذ لم يكن الثمن الذي دفعه السلميون بأقل مما يدفعونه الآن هم ذاتهم، وهم يواصلون البذل في جبهات القتال..
فلا (السلمية) شفعت لدمائهم، وليس بإمكانها الحيلولة دون حملهم السلاح لحماية مكتسبات ثورتهم، التي حصدوها بتعاون الشعب وجيران اليمن وأصدقائهم..
و11 فبراير هو يوم من أيام اليمنيين، انبثق من رحم معاناتهم، وانسداد أفق المستقبل امامهم، فانتجوا فعلهم دون إذن من أحد.. وعليه فلا يمكن لأحد الوصاية عليه ولا توجيهه ولا الحد من تمدده في أي اتجاه يفرضه واجب الوقت وفعل الثورة والثائرين..
إنها فرصة كبيرة جمعتنا بالأشقاء الذين ساندوا جهدنا الشعبي والنخبوي ولم يصطفوا مع النظام إلا بما يخدم حالة الشعب الذي خرج إلى الشارع بصدور عارية، ومنذ المبادرة الخليجية مرورا بانتخاب الرئيس هادي والحوار الوطني وهيكلة الجيش وصياغة الدستور وأقلمة البلاد، وليس انتهاء بالانقلاب على الشرعية والمبادرة ثم تعاضد الجهود لاستعادة الشرعية..
بعد الآن لا يجب أن نقرأ بعضنا قراءة مغلوطة، فنحن نمشي سويا الان خطوة بخطوة، في جبهات الحرب، وطاولات السياسة، والمحافل الدولية، ومشاريع الحكومة، وإعادة البناء.. خصوصا وقد رحل صالح الذي كان يسمي شعبه بغير اسمه ويصفه بغير صفته، وذهب الحوثي بعيدا عندما حاول عبثا إقناع نفسه بأن الشعب صار بيده..