علي محسن نختلف معه أو نتفق يبقى هو الجمهوري الأخير ممن بقى من رجالات سبتمبر كمدرسة قدمت لنا القشيبي والشدادي والحمادي وصادق مكرم و زيد الحوري وصادق سرحان وجواس والشراجي وفاضل وغيرهم الكثير من عسكريي هذه اللحظة الوطنية وكل من ثبت في وجه مشروع الامامة حينما سقط كل شيء في يد جحافل الامامة والخيانة،
نتفق معه ونختلف لكنه يبقى رجل له تجربة خاصة مليئة بالايجابيات والسلبيات كأي شخص يعيش في مجتمع كمجتمعنا اليمني المعتل بكل الأمراض الاجتماعية الكثيرة.
لكن هنا للإنصاف لم يتعرض شخص للشيطنة على مدى سبع سنوات ما بعد ثورة 11 فبراير وقبلها أيضا ، كما تعرض لها هذا الرجل لا لشيء سوى موقفه المساند للثورة وعدائه الشديد لمشروع الامامة التي جعلته حصان طروادة لاسقاط العاصمة صنعاء فسقطت صنعاء وسقطت الجمهورية و نجى محسن بأعجوبة ليعود مرة أخرى لاستعادة هذه العاصمة وكل اليمن الذي التهمته جحافل المشروع الإمامي في لحظة فراغ سياسي قاتل عانته اليمن عقب ثورة فبراير وأوصلنا لما وصلنا اليه اليوم .
محسن ليس ملاكا ولا شيطانا لكنه رجل وازن في معركة مصيرية وجولة من أخطر جولات صراع اليمنيين مع الامامة عدا عن كارزميته العسكرية التي حفظت العسكرية اليمنية من السقوط والاندثار تحت رحمة مليشيا الامامة.
محسن الذي غادر المشهد السياسي والعسكري عقب سقوط صنعاء فأعادته اللحظة التاريخية كرجل ثاني في الهرمية الهيكلية للدولة بعد رئيس الجمهورية المسؤال الأول عن كل القرارات المتخذة في السلكين المدني والعسكري، مما يرفع مسؤليته عن أي قرار يتخذ إلا بتوقيع هادي عليه، ولا توجد قرارات يصدرها أو من صلاحيات نائب الرئيس قطعا.
فيما يتعلق بالفساد الراهن كل مؤسسات الشرعية تعيش فسادا قاتلا ومعيقا للانتصار بفعل ظروف شتى تعيشها الشرعية اليوم وفِي مقدمتها الارتماء الكامل للشرعية في حضن التحالف العربي المسؤل المباشر عن كثير من القرارات وخاصة فيما يتعلق بالجيش الوطني وعمله اليوم والتي يأتي من ضمنها تعيينات المحتج على تعينهم من قبلنا كالقوسي والشايف وغيرهما، فقد تم تعينهما برغبة وتوجية مباشرة من التحالف لشيء في نفس التحالف الذي لا يزال يتعامل مع المشهد اليمني من باب التوازنات القبيلية ويشتغل عليها حتى الآن وأي تجاهل لهذه الجزئية من قبل الناقد للفساد فهو لا يفهم شيء أو متعمد ألا يفهم لشيء في نفسه غير برئ.
لازالت ذاكرتنا طرية بزفة دهفتني الثورة وحديقة الفرقة ولا لعسْكرة الجامعة وكل تلك الحملات التي كانت تستهدف شخص علي محسن ليس لشيء إلا لكونه عدو واضح لمشروع الامامة الذي غدا واقعا اليوم أمام اليمنيين اسقط دولتهم وأهان كرامتهم وشردهم في المنافي والشتات.
وبتالي أصبح واضحا مقصد مشروع فوبيا محسن ولصالح من يشتغل من يشخصن كل مشاكل اليمن في شخصه، بوعي أو دون وعي فإنه في الاخير يشتغل لصالح المشروع الإمامي الذي غدا واقعا ماثلا أمامنا اليوم بكل بؤسه وهمجيته.