نحتاج في اليمن لمعركة واحدة فقط مع الحوثيين لننتصر أو أقلها نصنع السلام بشروطنا..
لكن الأمر بحاجة إلى خطة شاملة للحرب تنطلق صافرتها في جميع الجبهات بوقت واحد وقيادة وأحدة وبجاهزية كاملة ..
ما يتم الآن مجرد عمليات عسكرية ومقاومة أحادية ومجزئة يستطيع أمامها الحوثيون إستجماع قواهم وترتيب صفوفهم وتعزيز جبهاتهم للمواجهة ..
إن أي عمليات عسكرية لا تكون ضمن منظومة متكاملة تجعل الصراع مكلف ومجهد وقليل النتائج على الأرض..
العمليات العسكرية التي تتم على الساحل الغربي لتحرير الحديدة هذه الفترة رغم أهميتها وما حققته من نجاحات فإنها تبقى ناقصة ذلك أنها يجب أن تنطلق بالتوازي مع عمليات لتحرير تعز و إب ، وتحرك جبهة صرواح والجوف وصعدة وميدي والبيضاء وشبوة مع دعم ومساندة عمليات المقاومة التي يقودها ضد الحوثيون رجال قبائل في حجة والمحويت وكثير مديريات ومدن في المحافظات ،وحول صنعاء هناك قبائل لديها إستعداد إذا وجدت القائد وضمنت دعم ومساندة الدولة والتحالف ..
لقد علمتنا الدروس السابقة أن أي عمليات عسكرية تتم دونما إعداد دقيق تنتهي بتكاليف باهظة الثمن وأهداف قليلة التحقق ..
لذا فإن الأمر يحتاج إلى إعداد دقيق وجاهزية وتكاملية وشمولية وبطريقة متأنية ودونما استعجال وعندما تحين ساعة الصفر تنطلق بنفس التوقيت في جميع الجبهات ..
لقد استطاع الحوثيون خلال الفترة الماضية إخماد وهزيمة غالبية المواجهات للمقاومة التي اشتعلت في المديريات ذلك أنها كانت تتم بطريقة فردية وكانت نتائجها هزيمة الروح المعنوية لأبناء المناطق فضلاً عن تعرضهم للقتل والتشريد وتهديم المنازل ..
إن غياب خطة شاملة للحرب مكنت الحوثيين من تعزيز جبهاتهم بأريحية كاملة ومايتم الآن في الساحل الغربي دون خطة شاملة جعل امداداتهم تنطلق من عمران وذمار ومعسكر الحمزة في إب لتصل بسلام لرفد جبهاتهم في الخوخة وحيس والساحل الغربي عموماً ..
إن فتح أي جبهات مقاومة أو عمليات للجيش المسنود من التحالف العربي بشكل فردي يجب أن يتوقف الآن وعلينا أن نبدأ بعمل استراتيجي ومدروس وبخطة شاملة تنطلق معها كل عمليات الجيش والمقاومة في وقت واحد وأعتقد أن الأمر ليس صعباً على التحالف الذي يمتلك الامكانات ويعتمد نظريات حديثة في إعداد الجيوش وفنون التكتيك العسكري ..
إن الإستعجال يحرق الزمن ولا يحقق النتائج المرجوة وأعتقد أن الخطوة الأولى تبدأ بفرز كامل وشامل للقوات العسكرية للشرعية وترتيب وضعها وتموضعها والتأكد أنها قوات عسكرية تتبع الدولة وليست ألوية عسكرية تم تجميعها وتشكيلها على هوى أطياف سياسية تحركها وقت الحاجة وتجعلها تبات في سكينة متى أرادت ..
والأمر نفسه لكل تشكيلات المقاومة الشعبية سواءً التي تقاتل جنباً إلى جنب مع قوات الجيش أو تلك التي لديها قناعة جمهورية بمواجهة قوي الظلام الحوثية في الأرياف والمديريات بمختلف المحافظات اليمنية..
وسيكون من الأفضل ترتيب وضع الجيش بحيث يكون هو فقط من يقوم بالعمليات العسكرية لتحرير المدن والمحافظات وتكون مهمة المقاومة قيادة المواجهة في مناطقها لتحريرها وتأمينها ..
إن عمليات المقاومة التي قادها مشائخ قبائل بشكل فردي وعشوائي انتهت إلى الفشل وكانت النتيجة أن قادتها إذا نجحوا بالنفاذ بجلدهم اتجهوا إلى مأرب وتم إسناد تشكيل ألوية عسكرية بطريقة فوضوية إليهم وبذلك نكون خسرنا مرتين :
*مرة عندما قادو مواجهات فاشلة خلفت الوبال والضحايا والهزيمة المعنوية للمجتمع في مناطقهم
*ومرة أخرى عندما أردنا معالجة الأمر على حساب تشويه بناء جيش وطني بمعايير الجيوش المعروفة ،وعدم إتاحة المجال لقادة عسكريين لهم مراس وباع وتربوا داخل المؤسسة العسكرية ..
إن الإعداد لمعركة شاملة ولو أخذ الأمر وقت أطول أفضل من القيام بعمليات أحادية تكون نتائجها للمقاومة الشعبية كارثية ومؤلمة وتؤسس لهزائم نفسية للمجتمعات المحلية أو قليلة الفائدة والجدوى للجيش والتحالف الذي لا تنقصه الامكانات ولا الخبرات لقيادة معركة واحدة في كل الجبهات باليمن ..
صدقوني وقتها حتى ضربات الطيران ستكون ذات قيمة ومعنى وفائدة أكبر مما هي عليه الآن ..
إن الحاجة ملحة الآن للجلوس على الخريطة وتقييم المرحلة السابقة والاستفادة من الأخطاء وإعداد استراتجية جديدة للحرب فمعركة اليمن واحدة ويجب أن تنطلق بتوجيه وقيادة وعمليات واحدة في كل الجبهات..
يقول شارل ديغول "من لا يستطيع أن يكسب الحرب لا يستطيع أن يكسب السلام "..