هناك تسجيل مصور يتداوله ناشطون لشخص في الـ30 من عمره على التقريب, مكتف اليدين الى الخلف ومصلوب على جدار عاري يبدوا أنه سطح منزل وغليه قمصان بيضاء داخلية, وفي التسجيل تظهر أصوات لأشخاص يُعتقد أنهم حوثيين بملابس عسكرية معهم أسلحة رشاشة يقومون باستجوابه" من الذي يعد خطر على اليمن إيران أم السعودية؟! وفيما يبدوا المسن متصلب في التأكيد على أن إيران وراء كل ما يجري - ولو من باب العناد - وهو يرتجف في البرد وحالة الإرهاق التي عليه, يقوم أحد المسلحين بإطلاق الرصاص على قدم المواطن اليمنى ويستمر التعذيب والاستجواب وهو ينزف ويتألم.
هذا التسريب "الجديد" لا يمكن بثه بشكل عفوي, بل مقصود, ويحمل أكثر من دلالة ورسالة في نفس الوقت على أن الحوثيين يسيرون على خطى الحشد الشعبي في العراق في تكرار لنفس التجربة, والذي تورط في ارتكاب جرائم وانتهاكات مروعة لا حصر لها وذات الأمر تكرر في سوريا أيضاً وبشكل منظم. كما أن المنظمات الدولية - وهذا هو الأهم - في الغالب وسفارات الدول الغربية لا تلتفت الى مثل هذه الجرائم المعلنة بحق الخصوم السياسيين والأسرى إلا فيما ندر, وخاصة أنها لا تستهدف أجانب أو أطفال أو نساء, فيما عدى ذلك اشبه بالضوء الاخضر.
التسجيل أيضاً ربما يعكس توجه جديد من قبل الحوثيين وقد يكشف عن تصفية لعدد من الاسرى والمختطفين السياسيين في سجونهم, وهو رسالة عن توجه جديد من القمع ويعكس حالة شذوذ عنيف من قبل الجماعة أمام تنامي السخط الشعبي عليهم بعد العبث الذي مارسوه ووصل الناس معهم الى حالة من الفقر والجوع والإرهاق لا مثيل لها من قبل.