نعم إيران هي المسؤولة عن إطلاق الصاروخ الحوثي على مدينة الرياض السعودية.. نعم هذه هي الحقيقة «بلا لف ولا دوران»، انه عدوان إيراني صارخ ومدان بكل القيم والأعراف والمقاييس.
ليست السعودية فقط من تقول ذلك، بل كل دول العالم، وكل من يمتلك خبرة في الصواريخ، وكيف يتم تصنيعها، وتطويرها، وتحديد دقتها، وقوة دفعها، ومدياتها، وهذا كله يحتاج إلى جهد دول، وإلى قدرات علمية وخبرات، والقول إن الميليشيات الحوثية هي من صنعته وأطلقته هو قول يفتقد إلى الحقيقة، بل هو محاولة للتستر على الحقيقة التي تقول إن إيران هي من فعلت ذلك، وليس غيرها.
الولايات المتحدة تؤكد أن إيران هي من أمدت الحوثيين بالصاروخ، وهو «نوع من الأسلحة التي لم تكن موجودة في اليمن قبل الصراع»، ودعت الأمم المتحدة إلى «تحميل إيران المسؤولية عن انتهاك قرارين لمجلس الأمن بشأن اليمن»، بريطانيا أيضاً، أعربت عن قلقها بشأن دور إيران في اليمن وتزويدها الحوثيين بصواريخ باليستية، وهو ما يعتبر انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، «ويهدد أمن المنطقة واستقراراها». كذلك فإن الرئيس الفرنسي ماكرون استنكر استهداف الحوثيين مدينة الرياض بصاروخ، مؤكداً وقوف فرنسا إلى جانب السعودية.
إذاً، لا مجال للإنكار، أو التملص من المسؤولية، أو تمويه هذا التدخل المباشر بالقول إن الصاروخ صناعة حوثية، وإنهم من طوروه، وأطلقوه. هذا كلام لا يصدقه إلا المجانين والذين يسيرون في ركاب طهران.
إيران بهذا العمل تلعب بالنار، وتدفع المنطقة إلى شفير مواجهة خطيرة، وهي بذلك كالطفل الذي يعبث بعلبة الكبريت ولا يقدّر عواقب إشعال عود الكبريت، ونتائجه.
من حق السعودية، ومعها دول الخليج، خصوصاً دولة الإمارات التي تعاني ما تعاني من الصلف الإيراني واحتلال إيران لجزرها الثلاث، أن تقلق على المنطقة من هذا التدخل الإيراني السافر والخطير الذي بات يطال حواضر عربية بالصميم، ويهدد دول المنطقة وشعوبها، ويعرّض أمن وسلامة العالم للخطر، لأن المجتمع الدولي لن يقف مكتوف الأيدي يتفرج على هذا اللعب بالنار على تخوم منابع النفط.
وعندما تعتبر السعودية إطلاق الصاروخ الإيراني على الرياض بمثابة إعلان حرب، فهذا معناه أن المنطقة قد تدخل مرحلة جديدة من التصعيد غير المسبوق، وأن دول الخليج لن تسمح لطهران بتهديد أمنها، ولن تتركها تعبث على هواها، وبما يحقق أطماعها في المنطقة.
على إيران أن تدرك أن للصبر حدوداً، وأن عبثها، كما صواريخها، يمكن أن ترتد عليها.