فيصل علي
الزخم الثوري في تعز يكذب هشاشة الادعاءات المزيفة والتي تجانب الصواب كل مرة محاولة إضافة صبغة انتقاص من تعز روح الثورة والوطن والجمهورية، من يتزلفون عند التحالف وعند المنظمات الدولية بات أمرهم مكشوفا لكل أبناء تعز وأبناء اليمن قاطبة، بينما تعز تدافع عن الوطن وعن ثورة سبتمبر ومكتسبات الجمهورية ذهبوا ليقدموا تقاريرهم المدلسة ليقولوا إن تعز فصيلا واحدا وتيارا أحاديا، وكأننا أمام معركة انتخابية ولسنا في معركة استعادة وطن.
نقص الكرامة هو من يجعل البعض يتزلفون هنا وهناك يستغلون الفرص ليهدوا كل نضالات تعز من مطلع القرن الماضي حتى اليوم، النزق السياسي هو حاديهم نحو الخنوع والتنكر لتعز التي احتوتهم، لكن هذا الاحتواء لم يثمر إلا الغدر في أنفسهم المريضة.
الجموع التي احتشدت محتفية بعيد 26 سبتمبر في شارع جمال أوصلت رسائل هامة للشرعية والتحالف ولكل من يهمه الأمر، وأهم رسالة أن تعز صامدة ولم تنكسر ولن تنكسر مهما تم تجاهلها وحصارها من قبل الجميع، الجموع التي رفعت صور مؤسس وقائد المقاومة الشعبية حمود المخلافي أرسلت رسائل واضحة مفادها ضرورة عودة القائد بين صفوف جماهيره الهادرة، القيادة كعلم لا تنكر ما تفرضه الإرادة الجماهيرية من قيادات تراضها لمسيرتها النضالية، تعز قالت رسالتها من شارع جمال أنها تبحث عن عودة كرامة هذا الشعب الصابر، وأن التطاول على اليمن أرضا وإنسانا لا يخدم إلا أعداء الأمة المتربصين بها، تعز قالت أن محاولة تركيعها وتجويعها وحصارها لن يثنيها عن المضي قدما في طريق الحرية والعدالة والمساواة.
قد تفرز النخب قيادتها وقد تفرز الأحزاب قياداتها فهذا شيء طبيعي يتم من خلف الكواليس، لكن أن تفرز المقاومة قيادتها وتلتف حول مؤسسها الأول رضا وحبا وفداء فهذه مسألة يجب أن تؤخذ بيعن الاعتبار، من لا يريدون قراءة الواقع لا يريدون فهم طبيعة المجتمع وتعقيداته والمقاومة وآلياتها ليسوا معنيين بالنصر ولا بالحسم، ولا يهمهم إطالة أمد الحرب ولا ما يتعرض له المواطن من قهر وقتل وتشرد.
معركة تعز تحتاج صدقا من الشرعية ودعما من التحالف، يكفي التضحية بتعز وبأهلها حتى يتم ترقيع جرائم القصف على المدنيين بضحايا تعز، تعز بحاجة إلى إطلاق مرتبات موظفيها جميعا في مختلف القطاعات محتاجة إلى إرساء الأمن وتحمل الأجهزة الأمنية مسؤوليتها في تأمين الأحياء والناس، تعز لا تتسول من أحد فضلا وإنما تذكر الجميع بواجباتهم إن كانوا مازالوا معها في نفس معركة استرداد الدولة والسيادة والوطن المنهوب.
صور القائد والمطالبة بعودته توزعت بين صفوف الجيش والمواطنين والرجال والنساء والأطفال، فالرسالة واضحة تعز تريد عودة قائدها، القادة الشباب الذين وقفوا في وجه العدوان الغازي وقوى الشر المغيرة والقادمة من مجاهل التخلف والكهنوت والرجعية يحق لهم أن يقولوا كلمتهم في عودة قائدهم لاستكمال التحرير ودحر الكهنوت والإمامة، إن كان في 1962 علي عبد المغني هو مهندس الثورة فحمود سعيد منذ 2011 و2015و 2016 و2017 هو قائد ومؤسس ومهندس المقاومة الشعبية، وغياب القائد يعد أهم أسباب تأخير النصر، لمن يفهم في الشئون العسكرية.
لا ننكر أن التحالف قد قدم الدعم لتعز لكنه دعما منقوصا مصحوبا بحسابات سياسية خاطئة وغير دقيقة، وابعاد القائد عن المعركة خطيئة يتحملها التحالف وتتحملها الشرعية التي لم تسيطر على عدن المحررة إلى اليوم.
من لا يعرف طبيعة المعركة في تعز سيضن أن دعاية تحملها هذه الأسطر، وهذا غير مهما البتة، المهم هو عودة القائد وانتظام الجيش والمقاومة في خطوط التماس، واشعال الجبهات تحت قيادة واحدة وأمر واحد ومهمة واحدة وهدف واحد هو تحرير تعز، ممارسة السياسة وتفاصيلها واطماعها ضربا من الغباء الذي يعني أن بعض الأحزاب الصبيانية لم تتعلم من القصف والموت وتشرد الناس وجوعهم إلا المزيد من الانتهازية، من يمارس السياسة وقت الحرب فهو إما مخبول وإما موظف عند الانقلاب وحلفاء الانقلاب من الباطن لتخذيل صفوف الجيش والمقاومة.
كلما زاد الضجيج السياسي في تعز، العن تلك الأرواح الشريرة واتصل بأخي القائد أديب الصوفي لأطمئن على الجبهات ومعنويات الشباب، يبشرني دوما عن أن المعنويات مرتفعة فاطمئن، وابعث رسائل المستقبل للشباب عبره، لا أحد سوى الشباب في الجبهات يهتمون لأمر المستقبل أما رباح الأحزاب فيبحثون عن تقاسم وغنائم ومناصب وكأن موسم "الصراب" قائم.
يا شباب تعز ويا أبناء وبنات تعز لا تحزنوا لكل هذا الذي يحاك ضدكم من قبل من لا يفهمونكم، يكفي أن نفهمكم نحن ويفهمكم الشباب في الجبهات ويفهمكم قائدكم ودعوا البقية يغردون خارج دائرة الضوء، المستقبل لكم وستحكمون الشمال والجنوب لعدة أسباب; أولها تضحياتكم جيلا بعد من 1962 إلى اليوم، مبادرتكم نحو الحرية قبل الجميع، انطلاقكم للدفاع عن اليمن وعن عدن قبل أن يحرك التحالف طائراته، صمودكم الأسطوري في وجوه جميع من يحاصرونكم، أنتم تشكلون قوام الثورة عسكريا وثقافيا ومعرفيا، أنتم روح اليمن وثورتها ومنبع هويتها وحاملي لوائها من 1918 إلى يوم الناس هذا، قبل أن يعلن عن ثورة 26 سبتمبر في صنعاء كنتم قد أعلنتموها قبل أسبوع والفارق الزمني له لدلاته، تحركيكم للثورات سبتمبر واكتوبر شمالا وجنوبا وفبراير الجامعة للثورات دليل على فاعليتكم، لا يمكن للحاقدين من بينكم أو من هنا أو هناك أن يقهروكم، كمية الدماء النازفة من تعز كافية لغسل الجمهورية اليمنية وغسل عار الانقلاب ومؤامرات الانتهازية والوصولية وغسل عار التقارير المزيفة التي رفعت ضدكم من قبل ضعاف النفوس، تعز هي اليمن واليمن هي تعز وإن سخر البعض واستهتر البعض وتهاون البعض فالنصر لكم بما قدمتم يا قلب الأمة اليمنية، لقد اختاركم القدر لتشكلوا قلب الخارطة اليمنية، أيضا لا أهمية استراتيجية لغير موقعكم في خارطة اليمن والجزيرة العربية برمتها وهذه ليست شعوذة ولا مصادفة، يضل الجنوب ناقصا بدونكم والشمال مشلولا بدونكم وسيأتون ملبين نداء الحرية خلفكم طال الزمان أو قصر، كما فعلوا في 1962 و 1963 و2011 و2015، مع شباب فبراير وقوام الجيش الوطني وحركة المجتمع الجديد تشكلون الدولة والمستقبل، فلا تهتز ثقتكم بأنفسكم.. ولكلما سبق فليعد قائد تعز وقائد المقاومة إليكم فانتم أحق به وهو أحق بكم . وسبتمبر مجيد للجميع.