جميعنا يدرك ان معركة الجمهورية تحتاح الى جبهة وطنية متماسكة وذات بناء قوي لان تاريخ الامامة ليس سواء سلسلة من انتصارات وهمية سببها ليس قوة هذه السلالة بل فشل شعب من الضحايا في توحيد موقفهم المضاد للتغول الامامي ، واظن ان صناعة تجربة ناجحة مشروطة بتجاوز ارث الخلافات بين التيارات الثلاث إسلامية ويسارية وقومية والتي بات صراع اتباعها يضر بسير المعركة الوطنية.
سنجد متسع من الوقت وبإمكانيات وأدوات أفضل وسلميه للتنافس واثبات من هو الافضل في حال اجتزنا معركة تثبيت الدولة الوطنية بنجاح وفي حال الفشل فان التعددية السياسية ووجودنا كله كتيارات وأحزاب وشعب مهددة بالاختفاء المادي والمعنوي ، فلا احزاب بدون دولة وطنية بل ولا حتى شعب .
يوسفني الاندفاع خلف الصراعات الجانبية وما يرافقها من رغبة في تسجيل اهداف ضد بَعضُنا في ذكرى سبتمبر العظيم ، وفي الوقت الذي علينا فيه ان نتحد ذهبنا ندين بَعضُنَا بما حدث في صنعاء ونخوض جدل حول من هو المسؤول عما جرى فيما العدو مازال على أبواب تعز والتي لن تتحرر ونحن نشي ببعضنا او نحرض عليه .
بلا شك ان هناك اخطاء سببت انفجار الوضع وقذفت بِنَا جميعا وسط سيل الفوضى القائم والمهمة الان ليس ان نخوض صراع الغرقى بل ان يتماسك كل الذين وجدوا أنفسهم وسط هذا الوضع ليتمكنوا من النجاة ومن ثم التماسك مرة اخرى من اجل ايقاف حالة الفوضى من مصدرها .
بدون ذلك نحن على موعد مع شتات جديد خارج الوطن او القبول بالعيش على ارض سنكون فيها غرباء ومعزولين عن الشان العام للبلد وبلا أدنى حقوق المواطن .