كل يوم وجماعة الحوثي تقدم لنا أدلة واقعية تبين توجهها الطائفي ومسارها الفكري ومنهجها العقائدي ، وما قيام الجماعة الحوثية باقصاء القاضي محمد بن اسماعيل العمراني من عمله كمفتي لليمن ، وتعيين هيئة افتاء حوثية خالصة مشكلة من قيادات دينية تربت وترعرت فكرياً في إيران وعلى يد كبار مرجعياتها ، ما ذلك إلا جزء من المخطط الشامل الكامل التي تريد تنفيذه في اليمن ، وهو بلا شك مخطط فكري طائفي حتى النخاع .
مخطط إيران الفكري الطائفي الشامل في اليمن والذي تنفذه جماعة الحوثي ، يتضمن هدم كل المساجد واقامة مكانها مساجد حسب لون وبناء معماري محدد يتطابق مع مساجد إيران الطائفية ، ويتضمن تغيير جميع ائمة المساجد وتعيين بديل لهم من الجماعة الحوثية ، ويقتضي اقصاء جميع علماء اليمن ومفتيها وتهميش دورهم وحجب نشاطهم وسجنهم واعتقالهم ونفيهم وتمكين العمل الارشادي والافتاء لعناصر دينية طائفية حوثية ، بل ان ذلك المخطط يستهدف جميع المنابر الثقافية والعلمية التي تختلف مع توجهات الحوثية وتفرض سيطرتها عليها وتسييرها وتستخدمها فيما يصب بخدمة توجهها الطائفي ، اي ان مخطط الحوثية الشامل يهدف إلى طمس تراث اليمن الثقافي ويتبنى هدم كل مساجدها واقصاء كل ائمتها وعلماءها وسيطرة الحوثية سيطرة تامة على جوانب الارشاد والوعظ والافتاء والخطابة والصلاة بالناس حتى انه يستهدف اقصاء كل مؤذن للصلاة واستبداله بمؤذن يتبع الجماعة ، حتى تتمكن من تحقيق اهدافها الشاملة المتمثلة في تعميم وترسيخ ونشر فكرها الخاص وثقافتها التي ستكون هي الوحيدة الموجودة في الساحة اليمنية ولا شريك سواها .
اقصاء المفتي العمراني مر عبر مراحل ، فقد قامت الحوثية بتقليص المنابر الاعلامية وحجبت الظهور في وسائلها للعلامة العمراني وتعمدت منع برامجه الدينية وفتاويه واستضافته ، ثم توجهت بعد ذلك للاستيلاء على مكتبته وتغيير اسمها والعبث بها ثم قامت بإيذاءه والتهكم عليه في شهر رمضان الماضي ، ثم قامت مؤخراً بأقصاءه كمفتي للديار اليمنية وتعيين بديلاً في محله من مرجعيات خاصة بالجماعة دون ان تراعي مكانة الشيخ العمراني في المجتمع اليمني وعلمه وحب الناس له وتأثيره ودوره ، حيث ان الامور الفكرية والعقائدية لدى الجماعة الحوثية هي امور لا نقاش فيها ولا جدال ، يحتم عليها السير على دربها واتخاذ القرارات القوية نحوها دون مراعاة اي جوانب اخرى او وضع اي اعتبارات جماهيرية مجتمعية تدينها وتستنكرها .
قيام جماعة الحوثي بتدمير ما يقارب 800 مسجد والعديد من دور القرآن الكريم والعلوم الشرعية ، واختطاف 150 من ائمة المساجد ، وملاحقة كل العلماء في اليمن ومنع انشطتهم ، هو جزء من المخطط الفكري الشامل للجماعة ، واما اقالة واقصاء المفتي العمراني فقد كان امر صادر من مرجعيات إيران ، وتم اتخاذه في هذا التوقيت يأتي تنفيذ لجزء من المخطط واستخدام الافتاء كوسيلة يتم من خلالها توجيه الناس للقتال في الجبهات مع الجماعة الحوثية والانقلاب لمواجهة الشرعية والمقاومة عبر فتاوي دينية صادرة من جهة الافتاء الافتاء التابعة للحوثي ، تلزم الجميع الخروج للقتال وتوجب عليهم ذلك وتفرض عقوبات على من يخالف .... من الآن يا حوثي افتي كما تريد !
وفصلّ الإسلام على مزاجك !