قبل يوم واحد من قيام مهرجان الانقلاب الفاشل في إب ، كان صالح مجتمع مع كبار قيادات جناح حزب المؤتمر الموالي له في صنعاء ، وكان منبسط جداً وهو يقول لهم سترون الحشود المليونية في إب غداً ،
سترونها وهي ترسم حبها ووفاءها لعلي عبدالله صالح وستذهل المجتمع الدولي وكل العالم ، إلى غير ذلك من الهرطقات التي كان يقولها وهو واثق ان مؤتمريين محافظة إب سيخرجون كعادتهم وسيستجيبون لصالح عندما يدعيهم كما كانوا من قبل ،، ولكن صالح انصدم وتفاجأ عندما وجد في اليوم الثاني ان الحاضرين لتلك الفعالية وذلك المهرجان لم يتجاوزوا بضعة الآف فرد ، فغضب صالح واحمر وجهه وعض اسنانه على شفتيه ، وأخذ هاتفه من الساعة 11 ظهراً حتى الساعة 5 عصراً دون ان يتناول وجبة الغداء وهو يتصل بكبار مشائخ إب ووجاهاتها الاجتماعية يعاتبهم على فشل المهرجان والتظاهرة ويستفسرهم عن أسباب ذلك ، فأجابوه الجميع ان قواعد حزب المؤتمر في المحافظة رفضت الخروج والحضور ، فما كان من صالح إلا ان زاد غضباً فوق غضبه ثم أجرى آخر اتصالاته الهاتفية مع قيادات مؤتمر إب ليسبهم ويوبخهم ثم قال لهم انا اعطيتكم ثلاثمائة مليون ريال تكاليف هذه الفعالية "فأعيدوا فلوسي يا سرق يا فاشلين" !
أنا بنفسي تفاجأت ولم اصدق ان قواعد مؤتمر إب الذين كانوا يخرجون بحشود تبلغ المليون عندما يدعوهم صالح لذلك ، هاهم اليوم رفضوا الخروج ولم يعد يحضر في ذلك المهرجان الذي اقامه صالح وحليفه الحوثي سوى اعداد قليلة لم تتجاوز العشرة الالف ، واغلبية الحضور كانوا من عناصر الميليشيات وسائقي السيارات وطلاب المدارس الذين تم اجبارهم ونقلهم من مدارسهم ، ألم تكن هذه صفعة قوية وضربة قاضية لصالح قام بها مؤتمريوا إب الاحرار .
أنا اعتبر ذلك "ملطام" حامي الوطيس لصالح ، فصالح الذي تحالف مع الحوثيين وجعلهم يعتدون على اكبر قيادات المؤتمر ويعطوهم "ملاطيم" ، هاهم قواعد مؤتمر إب يثأرون لتلك القيادات المؤتمرية ويعطون صالح كف ، ليقولون له انت السبب في ماجرى وعليك ان تذوق طعم وحلاوة "الملاطيم" !
طبعاً المبلغ المالي الذي صرفه صالح كتكاليف لهذه الفعالية قدره 300 مليون ريال ، 50 مليون كمكافأت لقيادة مؤتمر إب واللجان المنظمة ، و250 مليون تكاليف النقل ، وقد تم اعطاء سائقي السيارات البعض منهم 10000 الف ريال والبعض مبلغ 20000 الف ريال كلاً على حسب المسافة التي يقطعها إلى مركز المحافظة وموقع اقامة الفعالية .
يقول احد سائقي السيارات الذي يسكن في احدى قرى مديريات إب : كنا نخرج في الفعاليات السابقة حمولة عشر سيارات مزدحمة من البشر من قريتنا وحدها فقط ، ولكن في هذه الفعالية اصبحنا في الصباح ونحن معنا عشر سيارات كالعادة سيارتي وتسع اخرى جنبها ، فنادينا اهل القرية للخروج والركوب فوق السيارات فرفضوا وتذمروا ، فألححت عليهم وقلت انتم كلكم مؤتمر فلماذا تغيرتم ولم تستجيبوا لدعوة صالح كما كنتم تخرجون من قبل ، ولكنني تفاجأت بخروج امرأة وفي يدها صميل وهي تقول لي : اقسم بالله العظيم لوما تمشي بشرفك لاندع ابوك بهذا الصميل ،،، نحن كنا نخرج من قبل لاننا لم نكن نعرف حقيقة صالح ، نحن مؤتمر ولكن لسنا مع من تحالفوا مع الحوثي وإيران وانقلبوا وخربوا الوطن ،، فامشي يابن الناس بشرفك احسن لك وخيرة الله عليك !!
قال السائق فارتعدت فرائصي وتحركت سيارتي والسيارات الاخرى دون ان يخرج معنا احد في القرية ، فا ضطررت ان الزم ولدي بالركوب معي وجعلته يركب في البودي لوحده وانا في قدام السيارة لوحدي ، اما بقية اصحاب السيارات الاخرى فلم يركب معهم احد وتحركت كل تلك السيارات التسع وليس في داخلها غير السائق حتى وصلنا الجميع إلى مدينة إب وموقع الفعالية .
تلك الفعالية الفاشلة ذات البرنامج الهزيل والحضور القليل ، خسر فيها من تبقى معه من قواعد مؤتمر إب المخلصين والمحبين ، فأولئك المؤتمريون الذين يعتبرون بقايا انصار صالح ، حضروا الفعالية وهم رافعون صور صالح واعلام المؤتمر ، ولكن جماعة الحوثي اعتدت عليهم ومزقت صور صالح ومن بين الذين تم الاعتداء عليهم عجائز كبيرة في السن ، مما جعل الذين حضروا يستاءون من تلك التصرفات وغادروا موقع الفعالية وهم يقسمون عهودهم بأن لا يحضروا اي فعالية اخرى ويكيلون السب والشتم لصالح الذي تحالف مع جماعة الحوثي وعلى يديها تلقوا اسوء اهانة بسبب مناصرتهم لصالح .
بالاضافة إلى الكلمة التي القاها محافظ إب القيادي المؤتمري والتي قدم في آخرها شكره لعبدالملك الحوثي قبل ان يقدمه لصالح ،مما جعل الجميع يتحسرون من الحالة التي وصل لها مؤتمر صالح الذي لم يعد غير مجرد اداة بيد الحوثي يستخدمها كيفما يشاء ويستعبد قياداته كيفما يريد .
مؤتمريون إب اصحاب السواد الاعظم وذات القواعد العريضة ، قد اثبتوا درجة الوعي الكبير الذي يتصفون بها ، واوصلوا عدة رسائل لصالح مفادها "لم نعد معك" ، " خاب ظننا فيك" ، " لن نصدقك " ، فأولئك الاحرار الذين انصدم صالح من رفضهم الخروج معه وتأييده ولم يصدق ما فعلوا ، هم الذين انصدموا من صالح الذي تحالف مع الحوثي ورفض الوقوف مع الوطن ولم يصدقون ما فعل ، ففضل قواعد مؤتمر إب ان تقف مع الوطن والثورة والوحدة والميثاق الوطني ورصيد محافظة إب التأريخي الثوري المناهض للامامة والظلم وبغي العصابة .
سترون في القريب العاجل عندما تخرج تلك الحشود المليونية من قواعد مؤتمر إب لا ستقبال قيادات المؤتمر الذين يقفون مع الشرعية وعلى رأسهم محافظ إب عبدالوهاب الوائلي ،، سترونهم عندما يستقبلونهم بعد تحرير إب وهم يرددون
عادت الدولة إلينا
بعدما طال الغياب
والرئيس الشرعي هادي
ذي انتخبناه انتخاب
ايها القانون فينا
طاب فيك الحكم طاب
صرخة الخضراء دوتً
فاعلنوها يا شباب
قولوا للحوثي وصالح
يا دعاة الاغتصاب
إب ليست للثعالب
أو فريسة للكلاب
لن تظل لكم غنيمة
او مساحة للخراب
ولى عهد الظلم ولى
ولى عهد الانقلاب
إب فلتحيا أبية
حتى أيام الحساب