عامر السعيدي
لا تخلقوا
من دمي ربًّا يعيش على
أشلاء روحي ويهوى الموت و الفتنا
لا ترفعوا
صورتي فوق المساجد يا
مَنْ ترسمون لأطفالي غدًا خشنا
لا تكتبوا
شارعًا باسمي وباسم أبي
و تملأوا قلـب أمّي بعـدنا شجنا
لا تعلن
الدولة الثكلى الحداد على
أولادها كــلّما اغتالتــهُمُ علنا
الأمس أجمل
قالتْ جدةٌ فبكى
قلب الشهيد وقال الأمنيات لنا
لنا الحياة التي
قمنا لنكتبها
كما نشاء ولن نرضى بها ثمنا
هذا الذي
أطفأ الأحلام منظفئٌ
لأنّـنا قـد نذرنا لـلبقا دمـَنا
لا مجد
للقائد الأعلى ولا شرفٌ
وكل منْ رام مجداً بالدماء دنا
تقول أمي
لقد كان الربيع على
باب الحديقة أمًّا فاستحال عنا
وكان حلم حياتي
أن أرى بلدا
يبني لنا ملعبًا أو يشتري لبنا
لكنّها لم تقل لي
أنّ جارتنا
كانتْ تُربّي أفاعيها لتأكلنا
قد أسلموا
بندق الإرهاب وابتدعوا
دينا بحجم اللّحى ينمو أسىً وفَنَا
وحاصروني
نبيّا صادروا كتبي
واستنزفوا الله والقرآن والأُمنا
وجاء
جبريل أحلامي ليقرأني
فما رأى مؤمناً في الناس مؤتمنا
كل العمائم
ألغامٌ وكلُ يدٍ
تخطّ لي مصحفًا .. تغتالني وطنا
من الشمال
أتى الطوفان متكئًا
على الجنوب ونوحٌ أحرق السُّفنا
لا عاصم اليوم
إلا أن نكون يداً
وأنْ نشيّد من أوجاعنا سـكنا
لم تجرح الريحُ
صنعاءَ الهوى بدمي
إلا ليغتال سكّين الأسى عَـدَنا
وما بكى
وتر السلوى على وترٍ
إلا لأنّ الأغاني خانها الجُــبَنا
لكنّ شبّابتي
حبلى بأغنــيةٍ
سيصبح الشعب والدنيا لها أُذُنا
أهل السعيدة أهلي
والرسول أنا
لا أعبد الناس إنّي أعبد اليمنا
وليس لي مذهبٌ
إلا محبتها
ما أوسع الحب إنْ ديناً وإنْ وطنا
كل القلوب سواءٌ
لن يفوق دمٌ
ولن يكون ظلام الزائفين سنا
وقريةً قريةً
نمشي إلى غدنا
فوق الجراح لنبني للندى مُدنا
إنّ البلاد التي
نشدوا على فمها
كبيرةٌ - ياصغار الأمنيات - بـنا