يحيى الحمادي
لكــي لا يَـطــولَ انـتظاري كـثيرًا
عـلى البابِ, و البابُ مِن غَير دارْ.
و كــي لا تَـصِـيرَ الـعَناقيدُ شـوكًا
بِـصـدري, و يَـطغَى عـليَّ الـغُبارْ
.
و كـي لا أرى الصَّمتَ يَبتَزُّ قلبي
مِـن الـذُّلِّ, فـالصَّمتُ و الـذُّلُّ عارْ
.
و كي لا يَصِيرَ اشتياقِي لِنفسي
و لِـلحُبِّ مِـن "مُـخرَجاتِ الـحِوارْ"
.
دَعِـيني عَـنِ الوَهْمِ أرقَـى قليلًا
و عَــن كُــلِّ هـذا الـرّحِيلِ الـدُّوَارْ
.
أَيُـرضِـيكِ يــا عِـطرَ كُـلِّ الـقَوَافِي
مُـكُـوثِـي هُـنـا بَـيـنَ قِــطٍّ و فارْ!
.
أيُـرضِـيكِ بَـعـدَ انـكِـسارِي بـحُلمٍ
هُـروبـي إلــى فِـتـنةٍ و انـشِطارْ
.
فراري إلى الحُـــبِّ أجْــدَى لِأنّي
عَـشِقتُ الـهَبَا.. قـبلَ هذا الفرارْ
.
و لـكنْ..
إلـى أيـنَ أمضِـــــــــــــي بوَردِي
أَمــامـي رَمــــــــــــــــــــــــــادٌ
و خَـلـفي دَمـــــــــــــــــــــــــارْ
.
إلى أينَ أمضِي برُوحي و نِصفي
بـــلادٌ, و نِـصـفـي حَــديـدٌ و نــارْ
.
و فـي أيِّ صَـدرٍ سَأُلقي برأسِي
و كُــلُّ الـصّـدورِ انـتِـظارُ انـفِـجارْ!
.
و كُــلُّ الــدُّروبِ اضـطِغانٌ مَـقيتٌ
و كُـــلُّ الــوُجـوهِ احـتِـقـانٌ مُـثـارْ
.
إذا صـــارَ هــذا الظَّــلامُ اعـتِـيادًا
فَـمِن أيِّ ثُـقبٍ سـيأتي النّهارْ؟!
.
لَـقَد كـان حَـفري لَـهُ فـي جـدارٍ
و قَد صارَ لِلحَفرِ صَــدري الجدارْ
.
و قــد مَــرَّ عــامٌ و عــامٌ و عــامٌ
و لَــم تَـبـقَ بــي طـاقةٌ لِانـتِظارْ
.
********
.
قَـرَاري هـو الحُبُّ.. لا تَتركي لِي
خَـيَـارًا يُــرى غـيـرَ هــذا الـخَـيَارْ
.
إذا كـــانَ لا بُـــدَّ لِـلـمَوتِ مِـنّـي
فَـأعـمـارُنـا دُونَ مَـــوتٍ قِــصــارْ
.
و أعــمـارُنـا دُونَ حُــــبٍّ هَـــبَــاءٌ
و تَـسـويـفُـنا لِــلـوصـالِ انـتِـحـارْ
.
....
.
هُـروبـي لِـعـينَيكِ أَجْـدَى, لِأنّـي
تَـجَـرَّعتُ غُـلـبي و بـئسَ الـقَرَارْ
.
و حَـمَّـلتُ قـلـبي بـلادًا و شَـعبًا
و شَاغَلْتُ عَينَيهِ حـتى اسـتَدَارْ
.
و أقـلَـقتُ لَـيـلِي بُـكـاءً و شَـوقًـا
لِـصُـبـحٍ, وصُـبـحِـي وَرَاءَ الـخِـمارْ
.
دَعِــي صُـبـحَكِ الآنَ يَـدنـو قـليلًا
فَــإنّــي مَــدِيــنٌ لــــهُ بـاعـتِـذارْ