الأرشيف

مدري !

الأرشيف
الثلاثاء ، ٣٠ ديسمبر ٢٠١٤ الساعة ١٢:٤٦ مساءً

عبدالرحمن بجاش


لس بجانبي بكل أهميته, فاستقبلت جلوسه بكل تساؤلاتي , قلت محدثا نفسي : فرصة لأن تسأل , فالمسؤول حين يجلس بجانبك وأنت تعاني كمهني من ظمأ للمعلومة فتظن أن الفرصة الضائعة تعود مستسلمة إلى بين يديك معتذرة !! , همست في أذنه : ما حقيقة ما هو حاصل ؟ رد ببرود : مدري , قلت طيب والموضوع الفلاني ما هي ملابساته ؟ - مدري , - والصراخ الذي شاهده الملأ في المجلس ....., لم يدعني أكمل – مدري , طيب أيش تو قعاتك حول ......؟ - مدري , - طيب أين أنت هذي الأيام لا نراك في المقيل .......؟ - مدري , كنت سأقول له : عادك موجود ؟ كان سيرد بالتأكيد – مدري , مرت اللحظات التي فرض خلالها علينا أن نجلس جنبا إلى جنب , فلحقني إلى حيث أقف , ليسألني – مالك ؟ قلت وبسرعة – مدري , عاد ليسألني : ما الذي حصل عندكم ؟ - مدري , - وأين أنت هذي الأيام في البيت أو تداوم ؟ - مدري , قالها بود في وجهي : – مالك كلما نسألك وأنت الصحفي الهمام عن أي مو ضوع ترد مدري , قلت – مدري !! رئيس الوزراء السابق نفع نفسه بمدري , وذاك الذي قد كانت المذيعة ستطرده من الشاشة ردد : مدري حتى ضجرت , وهي كانت قد أعدت نفسها ليوم جن , لكنه صدمها بمدري لأنه لا يدري , ويدري أنه لا يدري ويصر على الدعممة التي هي نعمة في بعض أو معظم الأحيان , لكن الهنجمة من الشاشة أغراه , فأخبر من اختاره أنه محلل صحفي كبير ليظهر أنه محلل مدري , تلاقي صاحبك في الطريق تساله حتى عن عدد أولاده فيرد والهم يلبسه من رأسه إلى ساسه – مدري , والموظف تسأله لماذا لا تنجز ؟ يقول لك - مدري , وصاحب القات تأتي إليه محتجا صائحا فقد خدعك اليوم السابق فيصرخ في وجهك – ((وأنا ما دراني انو مبودر اعلم لك الغيب )) , ومع ذلك فتصر أن يزيد عليك من جديد لأنك منتش داري ايش سبب الإدمان , قد تكون مقولة : الدم يحب خانقة هي السبب , والمدرس يرد على طلبته بسبب ظروفه القاهرة بالجواب الشافي وما يخرس الألسن : مدري , وكل مستوى يرد على المستوى الذي يليه بمدري , والنخب تلعب بهذه البلاد وتردد أنها لا تدري من يلعب بكل شيء , ولأنك مدري ولا تدري فتكب لا قدام , وبكرة يجي موت !!! , وهكذا تتلخص حياتنا ومصيرنا وتوقعنا لغدنا بمدري , هل تدرون أم انكم مدري ؟؟؟

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)