محمد جميح

هذه الأرض تحمُلنا في هَسيسِ حكاياتها...

هذه الأرض نحملها في ضمائرَ ما مسَّها وطنٌ قبلها...

هذه الأرض نحمل صورتها في المنافي...

ورائحةُ البُنِّ تورقُ فيما وراءِ البحارْ...

هذه الأرض قبلتنا

وهي مسرى الذين سرى وجْدُهم نحوها في شجون القفارْ...

ذاتَ يومٍ رحلنا...

وحَطـَّتْ ركائبنا فوق شطٍّ بعيدٍ

رسمنا خريطتها فوقهُ

ورَكزْنا مواجيدَنا عندهُ

وجلسنا لنشرب ذكرى بلادٍ نُصوَّرها في خيال الفنار...

هذه الأرض ما راقنا وطنٌ غيرها

غيرَ بيت من الشعر نسكنهُ في المنافي البعيدة كيما نعود إليها...

وقد أعشب الشعرُ وامتدَّ في جانبيهِ الخـَضار...

هذه الأرضُ...لما دخلنا الملاحم كانت هناك...

ولما خرجنا مع الساحرات لنصطاد بعض الخرافات شعَّت مع الليلِ في نجمها

ولما قرأنا كتابَ الحقيقة كانت أسانيدَهُ

والنبيون كانوا يزورونها

وهي في ثوب بلقيسَ ترفـُلُ

والشوقُ نورٌ ونارْ...