محمود ياسين
تحركت الخطوات الأولى للمسيرة الأولى من تعز. أقدام حالمين من شعراء وناشطات وعمال باليومية وطلبة ومثقفين مدفوعين بأمل حياة أفضل لكل يمني.
وبعد عامين تحركت عربات الديناميت في الطريق العكسي مدفوعة بميراث ابن النبي في حشد من البنادق والهتافات من أجل استرداد ميراث التاريخ.
في طريق "مسيرة الحياة" كانت الفتيات يقتسمن إيماءات المساندة على إيقاع حلم يمني فتي ينشد العدالة في الطريق الى المركز، خطوات وأحلام وورد وأغانٍ وصقيع الليالي الباردة في "بلاد الروس"، وكانوا يرمون لكل بيت يطلق عليهم النار كلمة حُب وايماءة تضامن يمني إنساني ضد الجهالة.
وفي المسيرة الثانية العكسية صوب تعز تُقتسم الضغائن ويرفع صوت ممثل إرادة الله يومئ بتفجير كل بيت يخالف المسيرة.
دخلت مسيرة الحياة من باب اليمن حيث لا يدخل إمام لصنعاء، ودخلت مسيرة الموت من كل باب موصد أمام الديناميت.
مسيرة الحياة كانت تغني لليمن ولمجد الإنسان، وتهتف مسيرة الموت للسيد وتنشد تركيع الإنسان.
اتصلت بمحمد المقبلي ليلة زمهرير بلاد الروس، قال: لا يمكن للبرد جلمدة حياة تتوهج، واتصل بي ابن صديقي من إب بعد عامين يقول: قوارح من كل جهة..
لماذا يعود كل من يدخل صنعاء من يسلح محمولاً بالخيبة والنكران وتعود الغنائم للداخلين من الأزرقين كما يقول نايف حسان؟
هل يمكن لمسيرة الحياة وهي تتجه الى صنعاء ان تفكر ان مسيرة للموت ستدوس على ما تساقط من حلمها الندي في الطريق، ولكن: بعد عامين فقط؟
هذا سيئ حقاً.