ذكريات البرام
أثناء تقديمي لاختبار القبول في جامعه أمريكية أصبت بالإحباط بسبب مادة الفيزياء، وتمنيت لو أن الشجرة سقطت على رأس نيوتن بدلا من التفاحة، ولكني وبسبب الجوع، انطلق خيالي بعيدا تاركاً لي المعادلات وقوانين الجذب والاحتكاك وقال لي (ماذا لو كان نيوتن..مش نيوتن!)..
ماذا لو كان نيوتن ( مؤتمرياً ) كان سيعطي بقايا التفاحة لأسرته ولكان اخترع قانون الجاذبية في حب "صالح" بحسب قوة مصلحته، ولكان اخترع معادلة ( لكل مؤتمري إصلاحي ..مساو له في الكره معاكس له في المنصب).
ولو كان نيوتن (اصلاحياُ) لاستخدم التفاحة في استقطاب مزيد من الكوادر والأنصار وسيكون له معادلة ( إذا أثرت قوة على إصلاحي فسوف تكسبه تسارع طردي مع تلك القوة أيا كانت ..وقد تكسبه زياده في الكتلة والوزن بسبب العسل والكبسة).
ولو كان نيوتن ( حوثيا) لأرسل خمس التفاحة قربانا للسيد وستكون معادلاته معقده وتتمثل في ( كل حوثي ومؤتمري يتجاذبان بقوة مقدارها طردي مع نوع المصلحة وعكسي كلما اقترب أحدهما من الحكم).
فيما لو كان نيوتن (اشتراكيا) لأكل التفاحة وحيداً وكانت معادلته بسيطة (يظل الاشتراكي ساكنا مالم تؤثر عليه قوة اصلاحيه أو حوثية تغير من حالته).
حسنا وماذا لو نيوتن ( انفصاليا ) سيرمي التفاحة في البحر لأنها شمالية وسيكون قانونه ( إذا كان الجنوبي ساكنا مطمئنا فإن مقدار انفصاله تزيد بنسبه قوة الشد والشحن والتعبئة حتى يصل لقيمة تجعله انفصالي).
ماذا لو نيوتن (صحفيا) لكانت تفاحته تتصدر الجرائد بكل جمالها ولكنها تتعفن في جيبه.
أما لو كان ( سياسيا ) لوضع التفاحة في حقيبته واتهم اعداءه بسرقتها واكتشف قانون ( كيفيه تحويل الثائر الحر إلى سياسي ليفقد شعبيته).
لحظة لحظة .. ماذا لو كان نيوتن (امرأة).. يا رباه..
لجعلت من التفاحة مرآه جمال ولوضعتها على تسريحتها زاهية الألوان ..ستأخذ من حمرتها لونا لشفتيها ..ولمعتها لبريق عينيها ..ستعطيها للطير ليشدو ..وللغزلان لتعدو.. ستقاسمها للفقراء على قارعات الطريق .. ستعصرها لأبيها المسن .. وتدهن بها أرجل أمها المتعبة ..ستخبئها لزوجها حتى يأتي ..ولابنها حتى يكبر ..ولابنتها حتى تتزوج ..ولحبيبها حتى يبتسم.
لو كان نيوتن ( امرأة ) لكان قانونها الحياة ..ونفي الشر ومحبي الموت لكوكب آخر لا توجد بها جاذبيتها ..لما عرفنا السلاح ولكانت أجبرت العالم على الرقص ..فقانونها (الجسد الساكن غير صالح للحياة).
ماذا لو نيوتن( أنا) ..لكنت أكلت التفاحة وأنا ساكتة بسبب الجوع .
