نبيل سبيع
مجدداً، الأمم المتحدة تؤكد اليوم: مؤتمر جنيف سينعقد في موعده نهاية الأسبوع المقبل حتى في حال استمر الاقتتال في الميدان.
رسالة أممية واضحة للسعودية كما يبدو تؤكد إصرار المجتمع الدولي على عقد مؤتمر جنيف رغم التطورات الأخيرة التي تهدد انعقاد المؤتمر والهدنة المرتقبة والمنتظرة منه، وهي التطورات التي كان آخرها قيام السعودية اليوم بحشد قواتها على الحدود. وقد بدا لافتاً أن الإعلام السعودي بدأ الحديث عن قصف قامت به "قواتها البرية" للحوثيين في حجة، وهذا تطور قد يكون وراءه ما وراءه.
أما ميليشيا الحوثي و"قوات النخبة اليمنية" التي بدأ عسيري مؤخراً الترويج لها أكثر من أي حوثي أو مؤتمري، فالأمم المتحدة كما يبدو أيضاً تدرك أنهم لم يخوضوا حرباً في جيزان قدرما خاضوها في قناة العربية وتصريحات العسيري، ومن ثم انتقلت الى إعلام وصفحات الحوثيين بناءً على حاجة معنوية فقط، حاجة معنوية عمياء مستعدة للانجرار وراء ما يقوله العدو وما يريده مهما كانت أهدافه من وراء ذلك.
للعلم، وللتذكير لمن ما يزال يتذكر ما حدث قبل يومين:
قصة هجوم جيزان بالكامل كانت نقلاً عن قناة العربية وتصريحات عسيري، وقد تفاجأ بها الحوثيون وحلفاؤهم كثيراً ثم بدأوا نسج القصص والحكايات و.. دبلجة الصور.
سيقول الحوثيون كعادتهم إن هذا الكلام "إنهزامي" ويخدم السعودية، لكن الحقيقة أن الانهزامي هو من يقود بلاده الى الهزائم والدمار لتحقيق مشاريعه الخاصة المضادة لبلده وشعبه. والذي يخدم السعودية أكثر من سواه هو من استجلب عدوانها على اليمن واليمنيين بعدواناته الداخلية الكثيرة والمتواصلة على اليمن واليمنيين، ومن ينقل عن قنواتها وتصريحات ناطقيها العسكريين حكايات مضخمة عن "هجمات" شُنَّتْ على أراضيها لتبرير "اعتداءاتها" على أراضينا وعلى بلدنا الذي يعرف كل واحد منا أنه لم يعد قادراً على مواصلة النزيف أكثر، وأنه بات أضعف من أن يستمر ويصمد أكثر تحت حرب السعودية الضارية عليه وحروب الحوثي وصالح في آن.
نقلا عن صفحة الكاتب في الفيسبوك