رأى محللان سياسيان لبنانيان أن "التوتر" الذي تتسم به ردود فعل "حزب الله" اللبناني إزاء حملة "عاصفة الحزم" العربية التي تقودها السعودية ضد الحوثيين، المتحالفين مع إيران، في اليمن، يدل على أن كل طرف يستخدم "كل أوراقه" في المواجهة، ويؤكد أن تداعيات هذه الحرب ستؤثر مباشرة على الحزب في لبنان كما ستشير الى تقدم الحلف السعودي – التركي في ساحات إقليمية أخرى أولها سوريا.
وفي هذا السياق، قال المحلل السياسي والكاتب في صحيفة "النهار" القريب من قوى "8 آذار" التي يقودها "حزب الله" والمؤيدة لنظام بشار الأسد في سوريا، ابراهيم بيرم، إنه "من الواضح انه للمرة الاولى يفتح "حزب الله" باب العداء مع النظام السعودي على مصراعيه وبهذه الطريق الحدة"، مشيرا الى انه "تاريخيا، كان الحزب يحفظ خطوط المصالحة مع السعودية وكان يضبط اعلامه في الخلاف مع المملكة".
ورأى بيرم أن هذا "التصعيد" من قبل الحزب "والتعامل مع ما يجري في اليمن بأنه حرب حقيقية تستهدفه"، يعود إلى "أمر من ثلاثة أمور: أولا، إما أنه لم يعد بمقدور الحزب والمحور الذي ينتمي إليه (الايراني – السوري – العراقي) الصمت على ممارسات معينة (كما اليمن)، او ثانيا ان حرب اليمن هي آخر الحروب وأقساها مع السعودية بعد سوريا والعراق ولبنان، أو ثالثا أن فتح حرب اليمن بالتوازي مع الاقتراب من التسوية النووية بين ايران والغرب، يعني ان كل طرف سواء السعودية أو إيران يريد استخدام كل ما يملك من اوراق ضغط قبل اي تسوية في المنطقة".
وأطلقت السعودية فجر 26 آذار/مارس الماضي حملة "عاصفة الحزم" بمشاركة عدة دول عربية وذلك دعما للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في مواجهة الحوثيين المدعومين من إيران والمتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعدما اجتاحوا صنعاء وأجبروا الرئيس على الفرار إلى عدن.
وشدد بيرم على أنه "بالنسبة لحزب الله هذا عدوان كامل المواصفات وسيكون هناك تصعيد للتحركات في الشارع رفضا للعدوان"، مشيرا الى انه "بالنسبة للحزب ما يجري في منطقة متصل ببعضه البعض من سوريا الى العراق فاليمن، وهي معركة واحدة واليمن حلقة من حلقاتها، وهي معركة تخطت الجغرافيا والحدود".
وأضاف أنه "منذ أن دخل الحرب في سوريا لم يعد يتعامل مع حدود وقال (أمينه العام حسن) نصرالله: سنكون حيث يجب أن نكون، وهذا يعني أن الحزب سيقاتل في كل الساحات".
واصدر مجلس الامن امس بالاجماع وامتناع روسيا عن التصويت القرار 2216 بموجب الفصل السابع، يدعو فيه الحوثيين بوقف الاعتداء على مؤسسات الدولة وفرض حظرا للسفر والتسلح على قادتهم.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي والكاتب في صحيفة "البلد" القريب من قوى "14 آذار" الداعمة للثورة السورية، علي الامين، ان "توتر حزب الله يدل على ان معركة اليمن سيكون لها نتائجها السياسية"، واوضح "يبدو ان هزيمة الحوثيين وتحقيق عاصفة الحزم اهدافها سيكون له تداعيات على حزب الله وعلى الوضع السوري وغيره".
ولفت الامين الى ان "هذا التشدد في تعامل الحزب هو اقرار ضمني ان لمعركة اليمن تداعيات على الساحات في المنطقة واولها على الساحة السورية باعتبار ان التحالف السعودي – التركي لديه القدرة على تحقيق مكاسب في سوريا"، مشددا على ان "ايران مهما كانت قوية في سوريا فهي تبقى الطرف الاضعف" مقارنة بأي تحالف سعودي – تركي.
ورأى أن "نجاح عاصفة الحزم في اليمن يؤشر إلى أن هذا التحالف يمكنه ان ينتصر في ساحات اخرى"، موضحا انه على الرغم من ان "تركيا لم تشارك عسكريا في عاصفة الحزم لكنها تشارك سياسيا عبر دعمها لها".
وتطرق الامين الى قيام "حزب الله" قبل يومين بتشييع الزعيم الروحي لجماعة الحوثي اليمنية، عبد الملك الشامي، الذي توفي في ?طهران متأثرا بجراحه جراء إصابته في التفجير الذي استهدف مسجد الحشوش في صنعاء في 20 آذار/مارس الماضي، ودفنه في الضاحية الجنوبية لبيروت بالقرب من ضريح القائد العسكري لحزب الله عماد مغنية الذي إغتيل في دمشق عام ????.
وشدد على انه "لا يمكن فصل دفن عبد الملك الشامي عن الدور الذي يريد حزب الله ان يلعبه"، واشار الى انه "كان يمكن ابقاء الجثة في طهران ريثما تسمح الظروف بنقلها الى اليمن لكن دفنه في بيروت محاولة توجيه رسالة وتأكيد على دور حزب الله في اليمن خصوصا ان دور هذا الشخص التنسيقي بين الحوثيين وإيران معروف".
وقال الأمين إن ذلك "يأتي في سياق التأكيد على خيار المواجهة مع السعودية وبالتالي رفع مستوى الدعم للحوثيين الى اكثر من خطاب سياسي".