الرئيسية > شؤون دولية > أمين عام حزب الله يدعو السعودية إلى "فتح صفحة جديدة" لقلب المعادلة لمواجهة إسرائيل

أمين عام حزب الله يدعو السعودية إلى "فتح صفحة جديدة" لقلب المعادلة لمواجهة إسرائيل

دعا الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم السعودية إلى "فتح صفحة جديدة مع المقاومة على أساس حوار يعالج الإشكالات، ويجيب عن المخاوف، ويؤمّن المصالح"، ضمن ما سمّاه "اقتراحاً علنياً"، في إطار خطوة عملية متقدّمة من أجل توفير الوقت والجهد، و"كي لا يفشلها المتضرّرون من أتباع أميركا وإسرائيل"، مشدداً على ضرورة أن "نقلب المعادلة، وأن تكون إسرائيل هي الخطر، وليس المقاومة، وأن نعلم أن خطرها شامل على الجميع".

ومن الأسس التي ذكرها قاسم في خطاب اليوم الجمعة، أن "يكون الحوار مبنياً على أن إسرائيل هي العدو وليست المقاومة، وأن يجمّد الخلافات التي مرّت في الماضي على الأقل في هذه المرحلة الاستثنائية، من أجل التوجه لمواجهة إسرائيل ولجمها، والتأكيد أن سلاح المقاومة وجهته العدو الإسرائيلي، وليس لبنان، ولا السعودية، ولا أي مكان، ولا أي جهة في العالم"، مشدداً على أن "الضغط على المقاومة هو ربح صافٍ لإسرائيل، وعندما لا تكون المقاومة موجودة فهذا يعني أن الدور سيأتي على الدول"، مؤكداً كذلك أنه "حتى المقاومة في فلسطين، هي جزء من هذه المقاومة التي تُعتبر سدّاً منيعاً أمام التوسّع الإسرائيلي".

تبعاً لذلك، دعا قاسم إلى "تصفية العلاقات مع السعودية، وأن نكون معاً على قاعدة أن العدو هو إسرائيل، ولسنا أعداءً، ولو اختلفنا في مرحلة من المراحل"، داعياً أيضاً "كلّ من في الداخل اللبناني إلى عدم تقديم خدمات لإسرائيل"، متوجهاً إليهم بالقول "لن تعيركم إسرائيل أي اهتمام إذا وصل الأمر إليكم، لأن لبنان على دائرة خريطة إسرائيل الكبرى، نحن وإياكم بحاجة إلى بناء بلدنا معاً". وأشار إلى أن "حزب الله قدّم تجربة في إيقاف العدو في معركة أولي البأس، ثم شاركنا في انتخاب الرئيس جوزاف عون، وبعدها في الحكومة، وهو متعاون في التشريعات وإدارة البلد"، مشدداً على أن "مسار الحوار يجب أن يكون مدعوماً بتفاهمات حتى لا يكون خدمة لإسرائيل"، مؤكداً في المقابل، أن "المقاومة مستمرة غصباً عن إسرائيل وأميركا".

واعتبر الأمين العام لحزب الله أن "من مسؤولية الحكومة اللبنانية مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، وأن تفكر بطرق خارج الصندوق، مثلاً، لماذا لا تطرح سؤالاً على الجيش حول خطته من أجل التحرير إذا اضطررنا أن نقاتل إسرائيل لوضع حدّ لها؟"، مشدداً على "أننا حاضرون كمقاومة لأن نقوم بواجبنا إلى جانب الجيش اللبناني، مهما كان قرارهم، لكن بمواجهة الجيش الصهيوني، ونحن نعرض الحوار والتفاهم من موقع الاقتدار والقوة، وإيماننا الراسخ بمقاومة المحتل لتحرير أرضنا"، مؤكداً كذلك أن "جمهورنا متمسّك بسلاح المقاومة، لأنه شهد نتائجه في الردع والتحرير، والقيادة تأخذ من هذا الجمهور طاقة التعبئة والتصميم".

كما أكد قاسم ضرورة إجراء الانتخابات النيابية في موعدها (مايو/ أيار 2026)، ووضع بند الإعمار أولويةً، إلى جانب مكافحة الفساد، معلناً الاستعداد للحوار الإيجابي حول استراتيجية الأمن الوطني، لافتاً في المقابل إلى أن "أميركا تعمل على عرقلة إعادة الإعمار كجزء من سياسة الضغط، كما يتجلّى الضغط الدولي في منع الإعمار، فيما لجنة الإشراف على وقف الأعمال العدائية "ميكانيزم"، لم تصدر أمراً لإسرائيل بوقف عدوانها"، مشيراً إلى أن أميركا لا تعطي الجيش اللبناني "إلا مقدار الأسلحة التي يستطيع من خلالها أن يدير الوضع الداخلي، فيما ممنوع أن يحصل من أي مكان في العالم على أي سلاح يمكن أن يصل إلى الكيان الإسرائيلي".

 

على صعيد متصل، قال قاسم إن المنطقة بأسرها "أمام منعطف سياسي استثنائي خطير، لأن الكيان الإسرائيلي حفر عميقاً فيها، بدعم استعماري استكباري، بدءاً من بريطانياً، ثم انتقل إلى أميركا"، مشيراً إلى أن "هذا الوجود الغاصب هو وجود توسعي يُراد منه أن يكون قطعة من الغرب وأداة لأميركا"، مشدداً على أن "إسرائيل وصلت إلى ذروة التوحّش والإجرام، وعدم التقيد بأي قاعدة إنسانية أو قانونية، بمؤازرة كاملة تفصيلية من قبل الإدارة الأميركية".

وأشار إلى أن "هناك مشروع إسرائيل الكبرى وليس عدواناً مؤقتاً.. فالمشكلة لن تُحلّ بالطرق المعتمدة، لا بالاتفاقات ولا بالصبر الدائم، ولا بتدخل الدول الكبرى، لأنها لن تتدخل إلا لمصلحة إسرائيل، من هنا يجب أن نبحث عن حلول أخرى لمواجهة هذا التحدي الخطير"، لافتاً إلى أن "ما بعد ضربة قطر يختلف عمّا قبل الضربة، لأن كل شيء اتضح وانكشف، وأصبح الموضوع التوسعي لا مفرّ منه إذا بقينا على الوتيرة نفسها".

وشدد على أنه "بعد قطر، الاستهداف أصبح للمقاومة والأنظمة والشعوب، وكل عائق جغرافي وسياسي أمام إسرائيل الكبرى"، مضيفاً "الهدف هو فلسطين، ولبنان، والأردن، ومصر، وسورية، والعراق، والسعودية، وضرب اليمن، وإيران، وهذا كلّه يُعتبر خطوات مرحلية، ولاحقاً يأتي دور تركيا والمنطقة الأخرى"، مؤكداً تبعاً لذلك أنه "يجب أن نقلب المعادلة، وأن تكون إسرائيل هي الخطر، وليس المقاومة، وأن نعلم أن خطر إسرائيل شامل".

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)