أطلقت الجمعيات الخيرية في اليمن نداء استغاثة للمنظمات الدولية طالبة التدخل العاجل لإغاثة سكان المحافظات، الباحثين عن الماء والغذاء والدواء، الذين يواجهون أوضاعا مأساوية بسبب استهداف المنازل والمناطق الآهلة بالسكان، من قبل الميليشيات الحوثية وفلول القوى المسلحة التابعة للرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح.
وأدت الضربات الموجهة مباشرة إلى العمائر السكنية إلى سقوط قتلى ومصابين، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن، فضلا عن حالات الخطف التي يتعرض لها الشرفاء والعاملون في المجال الإنساني على أيدي القوى المعارضة لشرعية الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور.
وبحسب مصادر من داخل اليمن، شهدت البلاد نزوحا مستمرا منذ أشهر من محافظة إلى أخرى، نتيجة الصراعات المستمرة التي أدت إلى تعطل الحياة، فعلى سبيل المثال بلغ عدد الأسر النازحة إلى محافظة أبين (لودر - مدوية - أم عين) أربعة آلاف أسرة، وما زالت موجة النزوح مستمرة.
في هذه الأثناء، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة من خطاب نداء استغاثة عاجلة أطلقته إحدى الجمعيات في محافظة أبين، جاء فيه أن الكارثة التي تشهدها محافظة أبين زادت من حدة المعاناة وفاقمت المحنة، فبنزوح عشرات الآلاف من الناس تكون محافظة أبين محافظة منكوبة، مما يستدعي تدخلا عاجلا لإغاثة سكان هذه المحافظة.
ونالت محافظة أبين نصيبها كغيرها من المحافظات الأخرى بالإضافة إلى استقبالها آلافا من الأسر النازحة؛ إذ تشهد مواجهات متقطعة في كثير من مديرياتها مما أدى إلى تضرر كل السكان فيها الذين يبلغ عددهم نحو 200 ألف نسمة.
وتسبب تطويق المتمردين بعض المديريات في تعطيل مصالح كثير من السكان وتوقف الغالبية منهم عن مزاولة أعمالهم، إضافة إلى ترك البعض الآخر العمل، خصوصا في المناطق التي تشهد مواجهات بين حين وآخر.
وجاء نداء الاستغاثة أن بعض السلع الغذائية كالدقيق والقمح انعدمت بشكل كلي من السوق، فضلا عن أن السلع الأساسية الأخرى تقل يوما بعد يوم، فيما تشهد الأسعار ارتفاعا متزايدا، وسط حالة من انعدام المشتقات النفطية بشكل كلي من السوق، فضلا عن نشوء أزمة حادة في المياه؛ حيث توقفت الآبار عن ضخ المياه، وتوقف سيارات نقل المياه بشكل تام.
وعلى صعيد متصل، تستعد المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لاستقبال ما يصل إلى 130 ألف لاجئ ممن تمكنوا من الفرار عبر القوارب إلى أفريقيا هربًا من نيران الميليشيات والقوى المتمردة في اليمن، فيما تعمل في الوقت نفسه على مساعدة مئات آلاف اللاجئين الآخرين واليمنيين المعرضين للخطر في البلاد.
ومع فرار اللاجئين من اليمن إلى أفريقيا، قالت المفوضية إن المئات من طالبي اللجوء، الذين لا يدركون حقيقة الوضع أو العالقين في أيدي المهربين، يستمرون في الوصول إلى الشواطئ اليمنية. ودعا إدواردز السفن في خليج عدن إلى إنقاذ أي قارب على متنه لاجئون؛ مغادرون أو وافدون إلى اليمن، يحتاجون إلى المساعدة.
وأفاد أدريان إدواردز، المتحدث باسم المفوضية، أن المفوضية أصدرت ورقة للحكومات توضح موقف المفوضية، حيث دعت جميع الدول إلى السماح للمدنيين الفارين من اليمن بالدخول إلى أراضيها.
وأكد إدواردز خلال إيجاز صحافي عبر الصفحة الرسمية للمفوضية على الإنترنت أن التدفق التاريخي للاجئين من منطقة القرن الأفريقي إلى اليمن، الذي كان وراء وصول جميع اللاجئين المسجلين في اليمن تقريبًا إلى نحو 250 ألف لاجئ، يجري حاليًا في اتجاه معاكس. وفي الأيام العشرة الأخيرة، عبر ما يقارب 900 شخص خليج عدن إلى جيبوتي، وبونتلاند في الصومال وأرض الصومال.
وقال إدواردز: «أخبرنا اللاجئون أن مزيدا من الأشخاص يحاولون مغادرة اليمن، لكن نقص الوقود وارتفاع الرسوم التي يتقاضاها مشغلو القوارب يحول دون مغادرتهم. وأُفيد عن إغلاق المرافئ وعدم السماح بمغادرة القوارب».
وتضع المفوضية حاليا خططًا احترازية لاستقبال ما يصل إلى 30 ألف لاجئ على مدى الأشهر الستة المقبلة في جيبوتي التي تستضيف حاليًا نحو 15 ألف لاجئ. وفي أرض الصومال وبونتلاند في الصومال، بدأت المفوضية وشركاؤها الاستعدادات لاستقبال ما يصل إلى مائة ألف شخص. ومن بين الأشخاص الفارين من اليمن ثمة لاجئون فروا من أفريقيا إلى اليمن ويمنيون يفرون من بلادهم.
وبحسب إدواردز: «تشعر المفوضية بالقلق الشديد إزاء المخاطر التي قد يواجهها أي شخص يحاول الفرار عبر البحر الأحمر وخليج عدن، حيث تغيب عمليات البحث والإنقاذ. وفي العام الماضي، أُفيد عن فقدان 246 شخصًا في البحر أثناء عبورهم إلى اليمن».