يثير غياب زعيم المتمردين الحوثيين عبد الملك الحوثي منذ بداية عمليات “عاصفة الحزم” في 25 مارس الماضي, تساؤلات بشأن مصيره, وسط تضارب في المعلومات حيال إمكانية مقتله في إحدى غارات التحالف على معقله في صعدة, شمال اليمن.

وتعززت التكهنات في ظل ما هو معروف عن حب الظهور الإعلامي للحوثي حيث كان قبل “عاصفة الحزم” يوجه خطابات كثيرة إلى اليمنيين, لا يفصل بينها سوى أيام قليلة, ويحاول فيها تقليد حليفه أمين عام “حزب الله” اللبناني حسن نصرالله. وتحدثت معلومات عن أن الحوثي قتل في قصف لطائرات التحالف على أحد المنازل في منطقة مران بمحافظة صعدة أقصى شمال اليمن, إذ يعتقد أنه يختبئ في أحد الكهوف التي أنشأها المتمردون.

وقالت مصادر قبلية في صعدة إن مصير عبدالملك الحوثي مجهول وهناك معلومات عن أنه توفي متأثرا بجروح أصيب بها في إحدى عمليات التحالف التي نفذتها على أحد المنازل بمنطقة مران حيث كان يقطن فيه هو وابن عمه عبدالمجيد الحوثي الذي توفي فوراً فيما أصيب عبدالملك برأسه وإحدى ذراعيه وتم نقله إلى أحد المستشفيات وتوفي في ما بعد. هذه المعلومات لم يتم تأكيدها من أي مصدر رسمي, كما أن قناة “المسيرة” الفضائية الناطقة بلسان الحوثيين لم تنفها أو تؤكدها ولم تتطرق إلى مصير زعيم المتمردين.

وكانت قناة “العالم” الإيرانية بثت على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي قبل يومين خبر مقتل الحوثي في غارة للتحالف, قبل أن تعلن عن اختراق حساباتها من قبل مجموعة قراصنة. من جهتها, تعاملت قوات التحالف التي تقودها السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن, بحذر, مع المعلومات التي أشارت إلى مقتل الحوثي.

ففي مؤتمره الصحافي مساء أول من أمس, لم يجزم المتحدث باسم “عاصفة الحزم” المستشار بمكتب وزير الدفاع العميد ركن أحمد عسيري, أو ينفي, صحة مقتل عبدالملك الحوثي. وقال “ليست لدينا معلومات أكيدة بذلك, ولكن إن تأكد الخبر فمصيره كمصير بقية أفراد الميليشيا التي يقودها.. وما يقدره الله سيقع”.

لكن عسيري, وفي بداية المؤتمر الصحافي في مطار قاعدة الرياض الجوية, أبلغ الصحافيين أن جزءا كبيرا من أهداف الحملة الجوية “قد تحقق”, كما وعد “بأنباء سارة خلال أيام”, وربما يكون في ذلك إشارة قوية إلى أهداف تكتسب أهمية بالغة لدى قوات التحالف.

في سياق متصل, كتب نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي الفريق ضاحي خلفان على “تويتر”: “شيء واحد فقط ينفي موت الحوثي .. خروجه مكذباً لما يقال عنه .. أما إذا كان حياً ويخاف أن يظهر فقد مات قبل الموت!”.