الرئيسية > اخبار وتقارير > صحيفة سعودية تكشف عن مصادر تسليح الحوثيين ونقطة التحول الكبرى ودور صالح "تقرير"

صحيفة سعودية تكشف عن مصادر تسليح الحوثيين ونقطة التحول الكبرى ودور صالح "تقرير"

صحيفة سعودية تكشف عن مصادر تسليح الحوثيين ونقطة التحول الكبرى ودور صالح "تقرير"

«إن الولايات المتحدة تعرف أن إيران تقوم بتسليح المتمردين الحوثيين ولن تقف مكتوفة الأيدي بينما تجري زعزعة استقرار كل المنطقة»، بهذه الكلمات أماط وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أول من أمس اللثام عن أهم مصادر تسليح الحوثيين الذين فاجأوا العالم بالسيطرة على مساحات واسعة في اليمن واستيلائهم على العاصمة صنعاء في وقت قياسي.

وفيما خيم الغموض لفترة ليست بالقصيرة على مصادر تسليح الحوثيين إلا أن الخيوط بدأت تتكشف شيئًا فشيئًا مؤخرًا، خاصة بعد انطلاق عاصفة الحزم التي أوقفت الزحف الحوثي تجاه الجنوب اليمني، فبعد مرور أربعة عشر يومًا على انطلاق العاصفة، أرسل كيري عبر تصريحه لشبكة سي بي اس ان تحذيرًا لإيران، حيث قال: «على ايران أن تعرف أن الولايات المتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي بينما تتم زعزعة استقرار المنطقة برمتها ويشن أشخاص حربًا مفتوحة عبر الحدود الدولية لدول أخرى».

مساندة وتدريب

والمتفحص لكلام كيري يرى أن الدور الإيرانى قد بدا شديد الوضوح في الوقوف خلف تسليح الحوثيين، ويدعم ذلك ما رصده الخبراء منذ فترة بعيدة من قيام فيلق الحرس الثوري الإيراني بتدريب قوات الحوثيين في جزيرة صغيرة تقع قبالة الساحل الإريتري، وبإرسال أسلحة إلى صعدة في اليمن.

ووفقا لتقارير فقد حصل الحوثيون على أعداد كبيرة من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والخفيفة، مشيرة إلى أن تسليحهم يرد من مصدرين إضافيين هما القبائل الحليفة وتجار الأسلحة، وتشمل المصادر من تجار الأسلحة، مصادر محلية ودولية، ومنها مثلا سفينة الأسلحة جيهان التي احتجزت في ميناء عدن عام 2013.

وقد شاركت قوات خفر السواحل اليمنية، بمساعدة الشركاء الدوليين، في عمليات اعتراض السفينة جيهان التي كانت تنقل ذخائر وأسلحة إيرانية الصنع في عام 2013، حيث كان من أبرز ما شملته حمولة السفينة 10 منظومات دفاع جوي محمولة، و100 قنبلة صاروخية آر بي جى، و18 صاروخًا من طراز كاتيوشا (122 ملم).

وعلى الرغم من نفي إيران والحوثيين أي علاقة لهما بأمر السفينة، إلا أنه وبعد استيلاء جماعة الحوثي على صنعاء في سبتمبر 2014، تم إطلاق سراح جميع المحتجزين الذين أشارت التقارير إلى ضلوعهم في الحادث، بمن فيهم ثمانية يمنيين من أفراد الطاقم وعضوان من حزب الله وثلاثة أفراد من فيلق الحرس الثوري الإيراني، من سجن في صنعاء.

وحدة سرية

وقد شهدت بدايات شهر فبراير 2015 كشف شبكة فوكس نيوز الأمريكية معلومات عن الوحدة الإيرانية السرية المسؤولة عن تهريب الأسلحة بطريقة غير مشروعة للأنظمة والجماعات التي تخدم المصالح الإيرانية بالشرق الأوسط، موضحة أن تلك الوحدة يطلق عليها اسم كودى هو190 تابعة لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني وتضم نحو 20 عنصرًا، وعملت منذ سنوات على تهريب الأسلحة إلى مناطق الصراع، وفي نهاية عام 2010 كشفت أمريكا أمر شركة لاينر ترانسبورت كيش الإيرانية ومديرها سعيد جبار حسيني عضو الوحدة 190.

بداية التسليح

ومن جهة أخرى فقد شكلت الحروب الحوثية مع الجيش اليمني في العقد الماضي بداية مرحلة التسلح للجماعة التي واصلت رفع قدراتها العسكرية بالاستيلاء على مختلف الأسلحة من المعسكرات ومخازن الجيش، خاصة بعد سقوط محافظة عمران والعاصمة صنعاء.

وتمكن الحوثيون، خلال الحروب السابقة، من الاستحواذ على كمية من الأسلحة المتوسطة والثقيلة، منها عشرات الدبابات والمدافع ومئات العربات المدرعة.

وشكلت هذه الغنائم، إضافة إلى الأسلحة التي وصلت للحوثيين عن طريق البحر من إيران، ترسانة هذه الجماعة التي أنشأت مجموعة كتائب مقاتلة أطلقت عليها اسم “كتائب الحسين”.

نقطة تحول

أما نقطة التحول في تاريخ تسلح الحوثيين فشكلها سقوط محافظة عمران إثر تحالفهم مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح وضرب آل الأحمر في حاشد، فقد منحهم ذلك دفعة معنوية قوية ورفع من تسلحهم بشكل كبير، خاصة بعد الاستيلاء على مختلف الأسلحة التابعة للواء الـ31 المرابط في عمران.

وفي سبتمبر الماضي، تعزز موقع الحوثيين العسكري بسقوط صنعاء، حيث بدأوا بالاستيلاء على مخازن الأسلحة التابعة للجيش اليمني بمساعدة صالح، ومنها العتاد الحربي لمعسكر الفرقة الأولى مدرع وقوات من الحرس الرئاسي.

هذا الأمر رفع القدرات التسليحية للحوثيين بشكل كبير، خاصة بعد أن وضعوا أيديهم على ألوية الصواريخ ومخازن الأسلحة في صنعاء والجبال المحيطة بها.

ولم يتوقف الحوثيون بصنعاء، بل تقدموا نحو البيضاء وإب، ومن هناك أضافوا إلى ترسانتهم مخازن أسلحة من معسكرات الحرس الجمهوري في ذمار وألوية في يريم والضالع.

وبذلك أصبح نحو 70 في المئة من إمكانيات الجيش اليمني تحت تصرف الحوثيين، خاصة بعد سيطرتهم على القوات الجوية، وفرض هيمنتهم على ثلاث قواعد رئيسة في صنعاء وتعز والحديدة قبل التقدم جنوبًا والوصول لقاعدة العند.

مساعدات أمريكية

ويرى مراقبون أن إيران ليست هي مصدر التمويل العسكري الوحيد للحوثيين، فقد كشفت صحيفة «واشنطن بوست» عن فقدان وزارة الدفاع الأمريكية مساعدات عسكرية قدمتها لليمن تقدر قيمتها بنصف مليار دولار، ونقلت عن مسؤولين أمريكيين، أن ثمة مخاوف من أن تكون هذه الأسلحة والطائرات والمعدات قد وقعت في يد المتمردين المدعومين من إيران، في إشارة للحوثيين، أو تنظيم القاعدة.

وأوضحت الصحيفة، أنه مع انزلاق اليمن في حالة اضطراب، وبعد انشقاق حكومتها الحليفة لواشنطن؛ فقدت وزارة الدفاع الأمريكية قدرتها على رصد مكان وجود الأسلحة الصغيرة، والذخيرة، ونظارات الرؤية الليلية، والزوارق، والمركبات، وغيرها من اللوازم العسكرية، التي تبرعت بها الولايات المتحدة لصنعاء، وقد ازداد هذا الوضع سوءًا بعد أن أغلقت الولايات المتحدة سفارتها في العاصمة اليمنية الشهر الماضي، وسحبت العديد من مستشاريها العسكريين هناك.

غنائم حرب

من جانبه، يرى مصدر أمني يمني رفيع أن الحركة تمتلك كمية هائلة من السلاح، وبعض العتاد العسكري جاء غنائم من الحروب الستة التي خاضتها الحركة مع الحكومة اليمنية، والبعض الآخر من العتاد والسلاح، تم شرؤه من دول أجنبية، ودخل عبر ميناء ميدي في محافظه حجة.

وألمح إلى أن جماعة «الحوثيين تمتلك 42 دبابة متنوعة، وتقول الجماعة: إنها سيطرت عليها خلال حربها مع الحكومة اليمنية، منذ مطلع العام 2004 حتى 2010».

معسكرات تدريب

وبين أن الحوثيين يمتلكون عددًا من المعسكرات للتدريب، داخل محافظة صعدة؛ في 3 مديريات، وهي؛ حرف سفيان، وشهارة، وحوث، وتمتلك فيها من العتاد والسلاح ما يقرب من 140 طقمًا عسكريًّا من نوع «شاص»، و12 عربة حامل صواريخ، «الكاتيوشا»، و46 عربة مُدرَّعة، و32 سيارة نوع «كامري» دوريات، تحمل شعارات الحركة، و12000 قنبلة يدوية متنوعة، و81 مدفعًا ثقيلًا وخفيفًا، و122 مضادًا للطيران، و9 آلاف طلقة «آر بي جي»، و3 آلاف مقذوف دبابة، و9 آلاف معدل متنوعة، بالإضافة إلى عدد كبير غير معروف من الأسلحة الخفيفة من نوع كلاشنكوف.

شبكة اتصالات

وتابع المصدر إن الحركة تمتلك شبكة اتصال لاسلكية حديثة، داخل تلك المعسكرات، بالإضافة إلى ما يقارب 6 آلاف مجند، يتقاضون رواتب شهرية قدرها 200 دولار أميركي، بالإضافة إلى 3 مبانٍ كبيرة، في قلب العاصمة، صنعاء، بالقرب من مقرات سيادية، تابعة للحكومة اليمنية، وتقوم الجماعة بتخزين السلاح فيها، تحسبًا لأي طارئ يحدث لأنصارها في صنعاء.

من جهته، اتهم رئيس المنظمة اليمنية للدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية فضل علي عبدالله، السلطات الإيرانية بإرسال عناصر من «الحرس الثوري» وأسلحة وعتاد على متن طائرات تم تسييرها إلى صنعاء بالتواطوء مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

وقال في حوار لإحدى الصحف: «إن المعلومات الواردة لمنظمتنا تؤكد أن الطائرات الإيرانية التي تعود للخطوط الجوية «جيهان» المملوكة بالكامل للحرس الثوري تحمل خلال رحلتين يوميًا أسلحة ومعدات وأفرادًا من الحرس إلى صنعاء وليس فستقًا إيرانيا للشعب، وأن الحديث عن مساعدات دوائية أو غذائية إنما هو غطاء لشحنات الأسلحة».

وقال: «إن إيران تسعى بتواطؤ مع الحوثيين وصالح إلى تكرار تجربتيها في العراق وسوريا لبسط سيطرتها على اليمن»، منوهًا إلى أن قوات الجيش اليمني الموجودة في الجنوب (اللواء 33 للدبابات في الضالع ولواء القوات الخاصة في عدن) موالية بالكامل للرئيس السابق.

 أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)
أمريكا تتهم إيران بزعزعة الاستقرار في المنطقة ( كاريكاتير)