أقدمت مليشيات الحوثي، في وقت متأخر من مساء السبت، على اقتحام اجتماع للأمانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي العام، كان يُعقد برئاسة رئيس الحزب في صنعاء، صادق أمين أبو رأس، داخل مقر معهد الميثاق.
وبحسب مصادر مطلعة، أجبرت عناصر الحوثيين المجتمعين على مغادرة القاعة دون استكمال جدول أعمال الاجتماع، وسط أجواء من التوتر والضغوط السياسية المتصاعدة داخل الحزب.
وأفادت المصادر ذاتها أن قيادات حوثية وجهت تهديدات مباشرة إلى رئيس الحزب، صادق أبو رأس، تطالبه باتخاذ قرار بفصل أحمد علي عبدالله صالح من منصبه كنائب لرئيس المؤتمر الشعبي العام، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لإحكام السيطرة على الحزب من الداخل.
ويأتي هذا التصعيد بعد يومين فقط من إصدار محكمة عسكرية تابعة للحوثيين في صنعاء حكمًا قضى بإعدام أحمد علي عبدالله صالح، نجل الرئيس اليمني السابق، ومصادرة جميع ممتلكاته، بعد إدانته بتهم تتعلق بـ"الخيانة والتخابر"، وفقًا لوسائل إعلام تابعة للجماعة.
الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية المركزية شمل تنفيذ عقوبة الإعدام بحق أحمد علي، إلى جانب مصادرة ممتلكاته واسترداد ما وصفته المحكمة بـ"الأموال المختلسة" في قضايا فساد، إضافة إلى عقوبات تكميلية مرتبطة بمنصبه السابق كسفير لليمن لدى الإمارات.
ويشغل أحمد علي حاليًا منصب نائب رئيس المؤتمر الشعبي العام في مناطق سيطرة الحوثيين، فيما يرأس الحزب صادق أمين أبو رأس، الذي يشغل أيضًا منصب النائب الأول لرئيس المجلس السياسي الأعلى التابع للجماعة، برئاسة مهدي المشاط.
ويرى مراقبون أن اقتحام الاجتماع والضغط لفصل أحمد علي يعكس تصعيدًا داخليًا يهدد تماسك حزب المؤتمر الشعبي العام، ويكشف عن خلافات متفاقمة بين قياداته في صنعاء، وسط محاولات حوثية لإعادة تشكيل الحزب بما يتماشى مع أجندتها السياسية.
