أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، فجر اليوم الخميس، أنها شنت ضربات مستخدمة قاذفات بي-2 أو ما تعرف بالشبح لأول مرة لاستهداف مخازن أسلحة تحت الأرض للحوثيين في اليمن.
ونقلت شبكة سي إن إن عن ثلاثة مسؤولين عسكريين أمريكيين أن الغارات نفذت بقاذفات B-2، للمرة الأولى التي تستخدم فيها الولايات المتحدة القاذفة الاستراتيجية الشبحية لمهاجمة الحوثيين في اليمن منذ بداية الحملة الأمريكية.
وقال وزير الدفاع الأمريكي أويد أوستن "استهدفت القوات الأمريكية بقاذفات "بي-2"، العديد من المرافق تحت الأرض التابعة للحوثيين والتي تضم أسلحة يستخدمها الحوثيين لاستهداف السفن"، مؤكد ما ذكرته الشبكة الأمريكية.
وأضاف في بيان: "أن استخدام قاذفات الشبح بعيدة المدى من طراز "بي-2" يوضح القدرات الأمريكية لاتخاذ إجراءات ضد هذه الأهداف عند الضرورة، في أي وقت وفي أي مكان".
من جانبها، أفادت وسائل إعلام الحوثيين، أن ثلاث موجات من الغارات الجوية استهدفت العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى سلسلة غارات استهدفت شرقي مدينة صعدة في أقصى شمالي البلاد.
وقال سكان لـ"يمن شباب نت"، "أن دوي غارات عنيفة سمعت بأنحاء واسعة في العاصمة صنعاء" أفادوا "أن تحليق مكثف للطيران الحربي في سماء صنعاء بالتزامن مع الغارات الجوية".
وتعد القاذفة بي-2 الشبح أكبر بكثير من الطائرات المقاتلة التي تم استخدامها حتى الآن لاستهداف منشآت وأسلحة الحوثيين، وهي قادرة على حمل كميات أكبر من القنابل. وفق الشبكة الأمريكية.
ماذا نعرف عن قاذفات "بي-2"؟
تعتبر طائرات قاذفات "بي-2" من أغلى الطائرات الحربية في العالم، إذ تبلغ تكلفة كل واحدة منها بحدود مليار دولار. ولا تمتلكها أي دولة عدى الولايات المتحدة.
تعرف هذه الطائرة باسم "بي 2 سبيرت"، وهي قادرة على حمل صواريخ يصل وزنها إلى طن، ويمكنها إصابة الهدف بدقة متناهية ضمن نطاق لا يتجاوز الـ 10 الأمتار، وفق مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية.
وأكثر ما يميز هذه الطائرة قدرتها على التخفي، حيث لن تستطيع أنظمة الدفاع الجوي اكتشاف دخولها، وتقوم بتنفيذ مهمتها والعودة من دون معرفة أنها عبرت الأجواء. وبحسب الموقع الإلكتروني لسلاح الجو الأميركي، فإن هذه الطائرات توفر ميزة "اختراق الدفاعات الجوية، وهي قوة ردع قتالية فعالية".
وتضم هذه الطائرة التي يتم قيادتها من قبل اثنين من الطيارين، مجموعة من الرادارات التي تستطيع رصد الأهداف باستخدام "الأشعة تحت الحمراء، والصوت، والكشف الكهرومغناطيسي، والرصد البصري"، وهي قادرة على امتصاص الموجات الكهرومغناطيسية، بسبب تصنيع بدنها من مواد خاصة، وشكلها الذي يمكنها من التسلل بسهولة لأي دولة.
يبلغ وزن هذه الطائرة 73 طنا، وطول جناحها 52 مترا، وارتفاعها 5 أمتار وطولها 20 مترا، وهي قادرة على حمل 80 طنا، تحلق على ارتفاع 50 ألف قدم، بسرعة عالية جدا ولكنها أقل من سرعة الصوت.
في أي حرب شاركت؟
أعلن عن هذه الطائرة أول مرة في نهاية ثمانينيات العقد الماضي، حيث تم اختبار قدراتها المختلفة وإجراء التعديلات المطلوبة عليه، حيث تم تسليم أول طائرة للقوات الجوية الأميركية بشكل رسمي في عام 1993.
شاركت في التسعينيات في ضرب أهداف في صربيا، واستطاعت التحليق من قاعدة وايتمان إلى أفغانستان في أطول مهمة أجرتها طائرة "الشبح". ويوجد نحو 21 طائرة شبح "بي2" تعمل في سلاح الجو الأميركي.
وخلال الأعوام 2003 وحتى 2009، كان لهذه الطائرة دور كبير في حرب العراق، حيث قامت بتوجيه ضربات عديدة أطلقت فيها أكثر من 1.5 مليون "باوند" من القنابل والصواريخ.