أثار افتتاح جماعة الحوثيين اليمنية "مقرًا رسميًا" لها في العاصمة العراقية بغداد، موجة من التساؤلات والجدل، خاصةً في ظلّ النفي الرسمي من قبل الحكومة العراقية.
وأكّد مصدر عراقي مسؤول لـ"العربي الجديد" صحة افتتاح المقر، مشيرًا إلى تواجده في حي الجادرية، أحد أهم أحياء بغداد، والقريب من المنطقة الخضراء ومقرات حكومية وسياسية رفيعة المستوى.
ووفقًا للمعلومات المتوفرة، فإنّ ممثل جماعة الحوثيين في العراق، أبو إدريس الشرفي، أشرف على افتتاح المقر، الذي يأتي بعد سلسلة أنشطة مكثفة قام بها الشرفي وأعضاء من الجماعة خلال الفترة الماضية، شملت زيارات ميدانية لمواقع تابعة لـ"الحشد الشعبي" شمالي بغداد، ولقاءات مع مسؤولين عراقيين وزعماء عشائريين في جنوب العراق.
وعلى الرغم من نفي الحكومة العراقية لِكون المقر "ممثلية رسمية" للحوثيين، إلّا أنّ وجوده يُمثّل خطوة جديدة في اتجاه تعزيز تواجد الجماعة على الأراضي العراقية، ممّا قد يُثير مخاوف إقليمية ودولية، خاصةً في ظلّ التوتر المتصاعد في المنطقة.
وتشير تقارير إعلامية إلى أنّ جماعة الحوثيين دشنّت خلال الفترة الماضية منصات إعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، تهدف إلى نشر أنشطتها داخل العراق، الأمر الذي يُعزّز من صحة افتتاح المقر وتفعيله كمركز لِتنسيق عمليات الجماعة في العراق.
وتُثير هذه التطورات تساؤلات حول طبيعة العلاقة بين جماعة الحوثيين والحكومة العراقية، خاصةً في ظلّ التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها بغداد، ممّا قد يُلقي بِظلاله على استقرار المنطقة برمتها.