نظم مركز المخا للدراسات الاستراتيجية ومركز الحوار للدراسات السياسية والإعلامية الندوة المعنونة بـ :"السلام في اليمن.. عبر آلية ثلاثية عربية مصرية سعودية عمانية"، والتي جاءت ضمن سلسلة من الفعاليات المشتركة التي نظمها المركزان بشأن الأزمة اليمنية وتطوراتها ومستجداتها.
ونُظمت الندوة برئاسة الوزيرة الدكتورة ميرفت التلاوي وكيل الأمين العام للأمم المتحدة سابقًا، والدبلوماسية اليمنية بشرى الإرياني، والأستاذ عاتق جار الله رئيس مركز المخا للدراسات الاستراتيجية، واللواء أ.ح حمدى لبيب رئيس مؤسسة الحوار للدراسات، وبحضور عدد من السياسيين والمسولين الحكوميين اليمنيين والمصريين.
واستعرض المتحدثون عديد المحاور المتعلقة بالأزمة اليمنية والدور العربي بصفة عامة والأدوار المصرية والسعودية والعمانية على وجه الخصوص.
وخلصت الندوة إلى جملة من النتائج والتوصيات، شملت ما يأتي:
1- اليمن مرتكز أساسي في الأمن القومي العربي بما تشغله من موقع جيواستراتيجي على ممرين بحريين مهمين (البحر الأحمر وخليج عدن) وتحكمها في أحد أهم المضايق العالمية (مضيق باب المندب) الذي يمثل البوابة الرئيسية لأهم قناة دولية تربط بين البحرين (الأحمر والمتوسط) وهي قناة السويس إلى جانب موقعها في الجزء الجنوبي من شبة الجزيرة العربية وحدودها المتلاصقة مع الجارتين (المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان)، هذا فضلًا عن موقعها في مواجهة دول القرن الإفريقي بما يمثله هذا القرن من أهمية جيواستراتيجية في أمن القارة الإفريقية.
2- يُدرك اليمنيون أن تعزيز الدور العربي يمثل الضمانة الرئيسة نحو استعادة أمنه واستقراره واستقلاله وسيادته ووحدة وسلامة أراضيه، ومن ثمة هناك ترحيب يمني بدور وساطة ثلاثية في اليمن خاصة الدور المصري الداعم للاستقرار والسلام في اليمن.
3- أولت مصر اهتمامًا كبيرًا بالشأن اليمني في إطار رؤيتها العربية لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة وحماية مقدراتها وصون سيادتها واستقلال دولها وفي هذا المقام نشيد بموقف الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي أكد التزام مصر القاطع بدعم وحدة اليمن وسيادته وسلامة مؤسساته الوطنية، ودعم كافة الجهود الرامية إلى إيجاد حل سياسي شامل ومستدام يحفظ وحدة اليمن واستقلاله.
4- تلعب كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان دورًا بارزًا في إحلال السلام والاستقرار في اليمن عبر جهود متعددة ومتنوعة؛ سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا وتنمويًا وإنسانيًا، وتلك الجهود واجهت عديد من التحديات نتيجة التدخلات الأجنبية في اليمن الهادفة لاستغلال ثروات اليمن.
5- الإشادة بدور التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة.
6- تتطابق مواقف الدول الثلاثة (مصر – السعودية – عمان) بشأن حل الأزمة اليمنية، وذلك من خلال دعم الجهود المبذولة لإقرار السلام والاستقرار وفقًا لمرجعيات الحوار الوطني اليمني والمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ونتائج المشاورات اليمنية المستمرة برعاية مجلس التعاون الخليجي، وكذلك القرارات الأممية والعربية ذات الصلة.
7- التأكيد على دور الآلية الثلاثية العربية (مصر - السعودية - عمان) في تحقيق الأمن والاستقرار في اليمن في إطار ما يجمعهم من توافقات مشتركة ومواقف متطابقة.
8- التأكيد على دور الإعلام الوطني اليمني عبر تأطير وإيصال الحقائق ونشرها، بما يُعزز من مرتكزات الأمن القومي اليمني بكافة صورة وأشكاله في مواجهة ما يتعرض له الشعب اليمني من حروب نفسية هدفها تفكيك اللحمة اليمنية التي تمثل نقطة الانطلاق في بناء يمن موحد يشمل الجميع.
9- التأكيد على تراجع دور الأمم المتحدة في حل قضايا الشرق الأوسط والمنطقة العربية، ويأتي هذا التراجع نتيجة تضارب مصالح الخمس الكبار في مجلس الأمن ما يزيد من حدة الأزمات الإقليمية والدولية.
10- هناك ضرورة ملحة لطرح رؤية عربية عربية لحل القضايا العربية وعلى رأسها القضية اليمنية من خلال تفعيل آليات العمل العربي المشترك مع عدم التعويل على أطراف دولية أو منظمات دولية لحل قضايا الأمة العربية.
11- إدانة الأفعال التي يقوم به الحوثي في اليمن خاصة وأنه يستهدف وحدة واستقرار اليمن وأشار الحضور إلى ضرورة توحيد الصف اليمني في مواجهة الحوثي باليمن؛ إذ إن خطر الحوثي لا يقل خطورة عن الدور الذي تقوم به داعش والقاعدة في المجتمع الدولي والمنطقة.
12- أشاد الحضور بدور الرئيس عبد الفتاح السيسي في دعم الاستقرار والتنمية في مصر وإنقاذ الدولة المصرية من براثين الإرهاب والتطرف.
13- ضرورة وضع قضية المختطفين في اليمن ضمن أولويات إحلال السلام والاستقرار باليمن والعمل على الإفراج الفوري عنها من خلال التنسيق مع كافة الجهات الفاعلة في اليمن.
14- هناك ضرورة ملحة لتعزيز دور المرأة اليمنية وإشراكها في عملية السلام باليمن من أجل تحقيق منجزات حقيقية في أرض الواقع وبناء السلام والتنمية في اليمن.
15- ضرورة التنسيق المصري السعودي العماني بشأن عملية السلام في اليمن واستخدام كافة الأدوات والوسائل الممكنة لتحقيق ذلك.
16- هناك تعويل كبير على الوساطة المصرية، والمطالبة في أن يكون لها حضور وإسهام في إنهاء الحرب وتعزيز مسار السلام وضمان عودة اليمن إلى حاضنتها العربية، وأن تكون داعما للمصالح العربية وللاستقرار في المنطقة؛ في ضوء الدعم المصري للجهود العربية الهادفة إلى إغلاق الأبواب والذرائع أمام مؤامرات بعض الأطراف الدولية والإقليمية تجاه أمن مصر والمنطقة، والخبرة الواسعة التي تملكها الدبلوماسية المصرية في حل النزاعات المعقدة، كما هو الحال في الحضور الفاعل والمحوري للوساطة المصرية في الكثير من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية.